عاش تلاميذ وأساتذة مدرسة بن نزكري في تمارة، قبل يومين، أجواء رعب حقيقي بعد أن قام أشخاص مجهولون بمهاجمة المؤسسة بالبيض والماء الحارق والاعتداء على عدد من التلاميذ. الحادث الذي يأتي في ظل تزايد حدة الانفلات الأمني الذي تشهده مدينة تمارة أثار موجة من الغضب والخوف في أوساط آباء وأولياء تلاميذ عدد من المؤسسات التعليمية، خاصة في حي النصر، وهو حي جديد يضم أزيد من 4000 أسرة (حوالي 30 ألف نسمة)، وهو الحي الذي يفرض فيه حظر تجول مع الساعات الأولى لليل، بعد تزايد وتيرة الاعتداءات التي تنفذ من قبل مجموعة من المنحرفين. هذا الوضع يدفع رجال التعليم إلى مغادر ة المدرسة قبل انتهاء الدوام وحلول الليل، مخافة التعرض لمكروه في المؤسسة الوحيدة الموجودة والتي يتناوب عليها تلاميذ الابتدائي والإعدادي (حوالي 2200 تلميذ) ، حيث يكون هناك توزيع للحصص على المستويات بطريقة ترقيعية تتضمن خرقا للقانون. وكانت المؤسسة نفسها قد تعرضت في وقت سابق لعدد من الهجومات والاعتداءات التي نفذها أشخاص غرباء في حالة تخدير متقدمة وهم مدججون بالسيوف، خاصة وأن النيابة الإقليمية للتعليم تبدي تجاهلا تاما لهذا المشكل الخطير ، فالنائب الجديد لنيابة التعليم في تمارة لا يكلف نفسه كبير عناء لتتبع الوضعية المزرية التي يعيشها التلاميذ والأساتذة في هذه المؤسسة التي لا تبعد عن النيابة إلا بكيلومترت قليلة حيث مقر مكتبه، في الوقت الذي يقوم فيه بزيارات مفاجئة لمدارس ومجموعات مدرسية وفرعيات بعيدة في العالم القروي عند نهاية الأسبوع بهدف ترهيب رجال التعليم وتعقب غياباتهم بشكل بوليسي. كما سبق لمصالح الأمن أن اعتقلت ثلاثة أشخاص بعد أن قاموا باقتحام المؤسسة وهم مسلحون بمديات وكلاب من فصيلة «البتبول» ليبثوا الرعب في أوساط التلاميذ والأساتذة الذين عبروا عن استيائهم من عدم قدرة الدائرة الأمنية الموجودة في المنطقة والتي لا يتجاوز عدد عناصرها الستة من حمايتهم، كما نددوا بتهاون السلطات الأمنية الإقليمية والمنطقة الأمنية في العمالة في التعامل مع ملف الإجرام بحي النصر باللامبالاة وعدم توفير الحماية اللازمة للمؤسسة التعليمة ضدا على مذكرة وزير الداخلية.