حصلت مندوبية السجون وإعادة الإدماج على ميزانية استثنائية برسم مالية 2016 بلغت 140 مليارا من أجل تنزيل النموذج الأمريكي، الذي تسعى الولاياتالمتحدة جاهدة بكل نفوذها الدبلوماسي والسياسي لجعل المغرب رافعة له، وذلك بهدف تشييد 14 مركبا سجنيا خارج الحواضر لتنفيذ النموذج والتخفيف من حدة الاكتظاظ الذي تعاني منه سجون المملكة، خاصة أن وزير العدل أكد، أثناء تقديمه مشروع ميزانية وزارة العدل، على سعي الوزارة إلى التخفيض من نسبة الاعتقال الاحتياطي وتقييد سلطة النيابة العامة في إصدار أوامر بالإيداع داخل السجون في مقابل تفعيل البدائل الإيجابية. وعلى الرغم من العوائق البنيوية التي قللت من حماس المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، لتنزيل النموذج الأمريكي يبدو أن الصعاب بدأت تتذلل، فبعد استفادة المندوبية العامة من مخصصات مالية من صندوق الأممالمتحدة لتغطية برامج التكوين والتكوين المستمر فقد حمل قانون المالية 2016 تخصيص ميزانية استثنائية للمندوبية. مصدر من المندوبية أكد ل«المساء» أنه سيتم تشييد مدن سجنية على شاكلة تلك التي عاينها موظفو المندوبية أثناء زيارتهم للولايات المتحدةالأمريكية في إطار دورة تكوينية بولاية كولورادو، إذ على بعد 200 كيلومتر من أقرب تجمع حضري توجد مدينة سجنية بها حوالي 35 مؤسسة سجنية توفر لها كل إجراءات الضبط والمراقبة. وأكد المصدر ذاته أن أول نموذج سيشيد بالدار البيضاء من خلال أربعة مركبات سجنية، سجن عين قادوس بفاس وهو من أعتق السجون بالمملكة حيث سيتم إغلاقه كما أغلق سجن سيدي سعيد بمكناس وتعزيز حاضرة السجون بوركايز بإحداث نسخ أخرى كما هو الشأن بسجن صفرو الذي ستتم إزالته من موقعه وسط المجال الحضري والذي لم يعد يستوعب التمدد العمراني للمدينة. المصدر ذاته أكد أن ال14 مركبا سجنيا التي سيتم تشييدها لن تستطيع توفير البنية التحتية اللازمة للتنزيل السليم للنموذج الأمريكي، على اعتبار أن المندوبية العامة تعاني من نقص حاد في الموارد البشرية رغم تكثيف الدورات التكوينية. كما تساءل كيف أن أطرا من خريجي كلية علوم التربية استفادوا من دورات تكوينية متتالية بالولاياتالمتحدةالأمريكية سواء في مجال التدبير أو الإدارة أو التدقيق والمحاسبة تم تهميشها وركنها في الرف، مقابل إفساح المجال لعناصر محسوبة على الحرس القديم أو أطر حديثة العهد بالمسؤولية وغالبا ما يتم إعفاؤها عند أول خطأ مهني تقترفه. المدراء من النيجر الذين يتم تكوينهم في المندوبية العامة سبق لهم أن رافقوا وفدا مغربيا بالولاياتالمتحدة بسجن كولورادو وأكدوا لهم أن المغاربة هم من سيتولون تكوينهم وهو ما تم بالفعل. وأكدت مصادر مطلعة أن أمل موظفي السجون خاب في أن تحمل ميزانية 2016 بشرى التعويض عن السن الذي طالما علقوا عليه آمالا كثيرة، إذ خلا قانون المالية من أي إشارة إلى التعويض المذكور وإن احتفظ بالمخططات المالية المتعلقة بالتعويض عن الساعات الإضافية وهي منحة تصرف مرتين في السنة دون الرفع من قيمتها. وأكد التامك خلال مناقشة مشروع ميزانية المندوبية العامة برسم سنة 2016 أن عدد المؤسسات السجنية يرتقب أن يرتفع من 78 مؤسسة حاليا إلى 90 مؤسسة في أفق سنة 2020، إذ تمت برمجة بناء 12 مؤسسة سجنية جديدة، وأن باقي المشاريع المبرمجة خلال نفس الفترة، والتي يصل مجموعها إلى 38 مشروعا تندرج ضمن برنامج استبدال المؤسسات السجنية القديمة والمتهالكة. وأضاف أن المندوبية أطلقت ابتداء من شهر أبريل الماضي تجربة إسناد تدبير تغذية السجناء للقطاع الخاص، وقد شملت 30 مؤسسة سجنية تضم حوالي 32 ألف سجين، أي ما نسبته 40% من مجموع الساكنة السجنية، إذ أبانت عن تحسن ملموس سواء على مستوى جودة الوجبات الغذائية أو على مستوى توزيعها، حيث سيتم تعميم هذه التجربة على كافة السجناء ابتداء من سنة 2016، وهي عملية تتطلب اعتمادا إضافيا يقدر ب200 مليون درهم في حين أن الغلاف المالي المقترح برسم مشروع 2016 لم يعرف أي تغيير مقارنة بسنة 2015.