سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رضيعان يشاركان في اعتصام مفتوح رفقة 350 عاملا وعاملة مستثمر فرنسي يغلق شركة للغزل والنسيج وعماله يهددون بمسيرة إلى الرباط مشيا على الأقدام ل«تدويل» قضيتهم
يخوض كل من الرضيعين المهدي مرح (13 شهرا)، ومريم عرفاوي (9 أشهر)، اعتصاما مفتوحا بفاس، إلى جانب أميهما احتجاجا على مستثمر فرنسي قرر إغلاق شركة متخصصة في الغزل والنسيج بحي الداكارات بفاس، دون أن يكترث بأوضاع ما يقرب من 350 عاملا في شركته، منهم 300 عاملة و50 عاملا. ويمضي الرضيعان جزءا كبيرا من وقتهما وسط خيمة نصبها هؤلاء العمال قبالة مقر شركة «كوييس المغرب»، وسط أجواء فاس الباردة، بعد أن أمضوا ساعات طويلة تحت التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها المنطقة، في انتظار حلم عودة المستثمر (فرانسوا دومي) ليستأنف العمال مهامهم. وبالرغم من أن الاعتصام المفتوح تجاوز أيامه الثلاثين، فإن السلطات الإدارية المحلية ومندوبية وزارة التشغيل وجل الأحزاب السياسية والمنتخبين لم تنشغل بأوضاع هؤلاء العمال والعاملات الذين قرروا خوض «النضال» دون أي «رعاية» لأي يافطة نقابية. ودفع هذا الوضع هؤلاء العمال إلى التلويح بتنظيم مسيرة مشيا على الأقدام في اتجاه الرباط لعرض مأساتهم على السلطات المركزية، ووسائل الإعلام الدولية، على أن يتقدم الرضيعان موكب المسيرة، وإلى جانبهم كل أفراد عوائلات العمال والعاملات. ولم يزرهم في ظل هذه المحنة سوى رجل سلطة هددهم بعواقب وخيمة في حالة تفكيرهم في مغادرة خيمتهم في اتجاه الشارع العام للتظاهر، وأعضاء اللجنة المحلية لحزب النهج الديمقراطي، والذي يقدم على أنه من التيارات اليسارية الراديكالية بالمغرب. ولم يتسن ل«المساء» الاستماع إلى وجهة نظر الشركة في هذا الملف، بسبب إغلاق المقر، لكن العمال قالوا إن هذه الشركة التي كانت تعرف ب«سوفيطيكس» يعود تاريخ إنشائها إلى 1967، قبل أن يتقرر تفويتها سنة 1997 للمستثمر الفرنسي الذي تمكن من تحقيق أرباح من عرق جبينهم، ما مكنه من فتح فرع للشركة بسطات يسيره انطلاقا من الشركة الأم بفاس. وإلى جانب الأرباح التي يشير العمال إلى أنها لم تحسن وضعهم الاجتماعي بقدر ما راكمت ثروة المستثمر الفرنسي وبالعملة الصعبة، فإن الشركة حصلت على علامات للجودة، مكنتها من تلميع صورتها في الأسواق الدولية. وتفاجأ عمال الشركة في منتصف أكتوبر الماضي بإخبارهم من قبل مدير الشركة بأن معمله يعاني من ضائقة مالية، وفرضت عليهم عطالة تقنية في شهر نونبر الماضي، انتهت بإغلاق الشركة في فاتح دجنبر الجاري. ويشكك العمال في مبرر الضائقة المالية للشركة، مؤكدين أن منتوجاتهم كانت مطلوبة باستمرار، ومضيفين أن إدارة الشركة قامت، قبل تسريحهم بقليل، بإصلاحات في بناية المعمل كلفت ميزانية الشركة مئات الملايين. وقد سبق لمدير الشركة، قبل أن يقرر مغادرة فاس، في عطلة الاحتفال برأس السنة الميلادية، أن دعا هؤلاء العمال إلى تسوية وضعيتهم مقابل مبالغ مالية متفاوتة، لكن العمال رفضوا هذه المقترحات، معتبرين أن هذه التعويضات هزيلة ولا تتناسب مع حجم الأضرار التي لحقتهم والتي أصابت أغلبهم وهم يشرفون على ال60 من العمر. وطالبوا باستئناف العمل في معملهم في انتظار إحالتهم على التقاعد.