أعلن وزير التجهيز والنقل كريم غلاب ليلة أول أمس الاثنين أن الشركات المغربية قامت بإنجاز نصف الطرق السيارة تقريبا التي أقيمت في المغرب خلال العقدين الماضيين، وهو ما يؤشر على مراكمتها لخبرة وتجربة في مجال بناء الطرق السيارة تنافس بها الشركات الأجنبية، ويتوقع أن يصل طول الطرق السيارة في سنة 2010 قرابة 1500 كلم، في حين تمتد حاليا على مسافة 916 كلم. وأضاف غلاب خلال حفل تخليد الذكرى 20 لتأسيس شركة الطرق السيارة أن منتصف سنتي 2010 و2011 سيعرف إنهاء الطريق السيار مراكش-أكادير وفاس-وجدة على التوالي، مشيرا إلى أن الوتيرة السنوية لبناء الطرق السيارة انتقلت من 40 كلم عند نشأة شركة الطرق السيارة في 1989 إلى 100 كلم في العقد الماضي، قبل أن تصل خلال السنوات القليلة الماضية إلى 150 كلم سنويا. وحسب تصريح للوزير لجريدة «المساء»، فإن مساهمة الدولة السنوية في مشاريع بناء الطرق السيارة لا تتجاوز 400 مليون درهم، وهو مبلغ هزيل بالنظر إلى مئات الملايين التي يتطلب بناء تلك الطرق، وأضاف الوزير أن هذا الأمر يدل على فعالية نظام أداء مستعملي الطريق مقابل الخدمة المقدمة في الطرق السيارة، بحيث تقدر مداخيل الدولة من عائدات الأداء أزيد من مليار سنتيم سنويا، وهي التي يعتمد عليها لتمويل مشاريع توسيع الشبكة إلى جانب القروض الأجنبية وتمويل صندوق الحسن الثاني. ومن المحاور الطرقية الجديدة التي سينطلق فيها العمل لبناء طريق سيارة فيها محور برشيدبني ملال على طول 340 كلم، والطريق المداري للرباط على طول 41 كلم، وقبل نهاية 2011 سيتم إنهاء الطريق السيار الجديدة-آسفي على طول 140 كلم, والدار البيضاء-برشيد عبر تيط مليل، وأضاف الوزير أنه بحلول سنة 2015 ستربط الطرق السيارة كل المدن المغربية التي يناهز تعداد ساكنتها 400 ألف نسمة. وسيتم العمل خلال الفترة من 2010 إلى 2012 على برنامج تكميلي منبثق عن المخطط الثاني لشبكة الطرق السيارة 2008-2015 لبناء 384 كلم بكلفة مالية تناهز 15 مليار درهم ليصل طول شبكة الطرق السيارة بحلول 2015 ما مجموعه 1800 كلم. وخلال كلمته بالمناسبة، اعتبر وزير التجهيز والنقل أن الطرق السيارة قامت بدور مهم في توفير السلامة وتوفير الوقت لفائدة مستعملي هذه الطرق، كما كانت فرصة لتنمية مقاولات مغربية متخصصة في بناء الطرق وتطوير مكاتب دراسات يرتبط عملها بهذا الورش الذي يصنف ضمن البنيات التحتية الأساسية، وأضاف أن الطرق السيارة لا تقوم فقط بالاستجابة للطلب المتنامي في حركية التنقل، بل تعد «وسيلة لإحداث توازن ترابي بين الجهات المغربية». وفي آخر الحفل تم تقديم فنانين مغاربة فازوا في طلب عروض أطلقته شركة الطرق السيارة لإنجاز مجسمات وأعمال تشكيلية ضخمة وضعت في بعض محاور الطرق السيارة لإضفاء جمالية على هذه الأخيرة.