استنكرت التنسيقيات والفروع الإقليمية للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، سياسة المسؤولين المطبوعة باللامبالاة وزرع الأوهام، وتقديم الوعود المعسولة، عوض العمل على فتح حوار جدي حول الملف المطلبي للجمعية. وهددت التنسيقيات، في بيانات متفرقة توصلت «المساء» بنسخ منها، بخوض أشكال نضالية أكثر شراسة دفاعا عن الحق في الشغل والتنظيم، ولمناهضة كل أشكال الحيف والإقصاء والتهميش، التي قالت إنها تمارس على أبناء الشعب المغربي، وفي طليعتهم مناضلو الجمعية الوطنية. ودعت لجنة التنسيق الإقليمي ببولمان، إلى اعتبار الجمعية الوطنية طرفا أساسيا في عملية التشغيل، وشجبت استمرار التضييق على حرية التنظيم، من خلال عدم تسليم وصل إيداع للجمعية، وما تتعرض له الحركة الطلابية بقيادة منظمتها العتيدة «أوطيم» من قمع ومحاكمات صورية، منددة في الوقت نفسه بما وصفتها بالمخططات الطبقية، بينها قانون المالية 2010، والميثاق الوطني للتربية والتكوين، والمخطط الاستعجالي، التي تكرس، حسبها، البطالة والإقصاء الاجتماعي. وشددت تنسيقية بولمان، على أن القمع المسلط على الجمعية، وكذا على باقي الحركات الاحتجاجية المناضلة المرتبطة بهموم الجماهير الشعبية، لن يثني المعطلين عن مواصلة مشوارهم النضالي، والمضي قدما في الاتجاه الذي عبده شهداء الشعب المغربي بدمائهم الطاهرة. من جانبهم، نفذ معطلو جماعة بني بوعياش بإقليم الحسيمة، اعتصامهم أمام البوابة الرئيسية للباشوية، بحر الأسبوع الفارط، وعرف هذا الشكل النضالي التحاق معطلي كل من فرع الحسيمة وامزورن لمساندة الفرع المحلي في معركته ضد تماطل المجلس البلدي والسلطة المحلية في تنفيذ الوعود الممنوحة للفرع، معربين عن تشبث الفرع المحلي بمعركته حتى تحقيق كل الوعود الممنوحة. في حين اعتبرت سكرتارية التنسيق الإقليمي بتاونات أن لجوء السلطات إلى المقاربة الأمنية سيكون مآله الفشل والهزيمة أمام قوة المطلب وإرادة طالبه، وأوضحت أن الحوار هو الوسيلة الأمثل لمعالجة الملفات، وعلى رأسها العطالة التي أضحت، في نظرها، تنخر أجساد شباب الإقليم، وفي مقدمتهم حملة الشهادات. الاستخفاف بمطالب المعطلين، وعدم الحزم في معالجتها، يندرج ضمن الهجوم الشامل على الجماهير الشعبية داخل هذا الإقليم، والذي يكشف زيف شعارات التنمية المحلية، والنهوض بأوضاع الفقراء، وتوفير الشغل للمعطلين، والتطبيب لآلاف المرضى. وأعربت الجهة نفسها، التي شرعت منذ أول أمس الاثنين في خوض معركة إقليمية، عن عزمها «الاستمرار في النضال، رغم كل المضايقات والحملات الأمنية الشرسة على مناضليها، معتبرة ذلك، بأنه بمثابة عامل على تجدد شعلة المعطل وتقوية شوكته أكثر فأكثر، لإحقاق الحق وانتزاعه، وقطع الطريق أمام المحسوبية والزبونية».