زاد تعرض سائحة أمريكية، صباح يوم الأحد الماضي، لاعتداء وسلب لأمتعتها بفاس العتيقة من حالة التأهب الأمني الذي تعيشه مدينة فاس برياضاتها وفنادقها ومداخلها ومخارجها، بشكل غير مسبوق. واحتضن مقر ولاية الأمن بها، طيلة صباح أول أمس الاثنين، اجتماعا ترأسه والي الأمن، محمد عروس، خصص حيز كبير منه للنظر في استراتيجية أمنية لتدبير مرحلة احتفالات رأس السنة الميلادية. ووزع رجال أمن بزي مدني على جل الفنادق المصنفة بوسط المدينة وأمام عدد من حاناتها الفارهة، وذلك لمؤازرة الحراس الخاصين لهذه المؤسسات السياحية خوفا من أي طارئ. ونصبت الحواجز القضائية في جل مداخل ومخارج المدينة لمراقبة حركة السيارات، وخصوصا منها التي يشتبه في أمرها أو أمر سائقيها أو القادمين على متنها. وتمكنت فرقة تابعة للمنطقة الأمنية الثانية بالمدينة العتيقة، في ظرف لم يتعد الساعة، من الوصول إلى المتهم بالاعتداء على السائحة الأمريكية بسلاح أبيض، الذي نجم عنه جرح وصف بالخفيف على مستوى اليد وسلب لحقيبتها اليدوية التي كان بها هاتفها النقال وبعض من المال وجواز سفرها. وتبين لرجال الأمن أن الأمر يتعلق ب«حسن.ل.»، وهو من ذوي السوابق العدلية ويبلغ من العمر 25 سنة، غادر السجن يوم الخميس الماضي بعدما قضى به عقوبة حبسية مدتها 6 أشهر بتهمة اغتصاب طفل. وقبل فعل الاعتداء على هذه الأمريكية، كان في صباح يوم الأحد قد اعتدى على سائحة إنجليزية وسرق ما بحوزتها من أمتعة ونقود. وقال أحد المحققين إن الشاب معروف لدى رجال الأمن بسوابقه، مما سهل عملية الوصول إليه بعدما تم الكشف بسرعة عن هويته انطلاقا من شهادات تم استجماعها ب«درب الكباص» بمنطقة الزيات بفاس العتيقة. وتتبع والي الأمن، محمد عروس، جل أطوار البحث عن هذا المتهم بالاعتداء على السائحتين، قبل أن يحاصر من قبل رجال الأمن داخل إحدى دور «زقاق الرواح» بالمدينة العتيقة. ودفعت هذه الحادثة بولاية الأمن بفاس إلى تكثيف حضور فرق أمنية بزي مدني في مختلف الأماكن التي يرتادها السياح بالمدينة العتيقة، وتم تعزيز الحضور الأمني بالقرب من بازاراتها وفنادقها الصغيرة. وتتخوف السلطات الأمنية من أحداث إرهابية تستهدف السياح الأجانب الذين يقصدون المغرب لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية. وعمدت الإدارة العامة للأمن الوطني إلى إصدار مذكرة داخلية تدعو فيها مصالحها على الصعيد الوطني إلى إعلان حالة «تأهب».