ارتفع عدد الشبكات المختصة في سرقة السيارات عبر التراب الوطني، والمفككة من طرف مصالح الأمن خلال السنة المنقضية، إلى ما يزيد عن 20 شبكة، آخرها ثلاث شبكات تم تفكيكها بكل من الدارالبيضاءوالجديدة وأزمور، بعد أن قامت بارتكاب عشرات العمليات، حيث تم مؤخرا توقيف خمسة أشخاص قاموا ب 15 عملية سرقة للسيارات أغلبها بمدن الجديدة وأزمور وسيدي بنور. هذه الأخيرة كانت تركز بالأساس على السيارات المركونة واستعملت في تنفيذ سرقاتها مفاتيح مزورة. وحسب سجلات مصالح الأمن، فقد بلغ عدد السيارات المسروقة خلال سنتي 2008 و2009 ما يزيد عن 2300 سيارة ، 1398 منها سرقت في سنة 2008، بينما سجلت خلال التسعة أشهر من 2009 سرقة 916 سيارة. وقد تم خلال السنة الماضية تفكيك 17 شبكة متخصصة في سرقة السيارات، مقابل 10 شبكات في الفترة الممتدة من فاتح يناير إلى شهر غشت الماضي، حيث بلغ مجموع أعضاء هذه الشبكات المفككة، الذين تم إيقافهم خلال سنتي 2008 و2009 609 أفراد، في الوقت الذي تم تحديد هوية 134 عنصرا يوجدون في حالة فرار ومطلوب اعتقالهم. ومقابل هذه الشبكات المفككة تحتفظ سجلات الأمن بآلاف الشكايات المتعلقة بسرقة السيارات، التي لم يتم التوصل إلى مصيرها لحد الآن. مصادر مطلعة تشير إلى أن الجرائم المتعلقة بسرقة السيارات تندرج ضمن الجرائم التي تكثر خلال فصلي الصيف والشتاء. كما أن هذا النوع من السرقات يختص فيه أشخاص محترفون قد يستعينون بعناصر لها علاقة بجرائم العنف. وتختلف هذه الشبكات في طريقة تعاملها من شبكة إلى أخرى، وهي تستغل في أغلب الأحيان سذاجة الضحايا الذين لا يؤمنون سياراتهم بالشكل اللازم. كما أن نوعا من السرقات ينصب بشكل أساسي على سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة، وهناك أنواع من سرقات السيارات التي ترتبط بجرائم أخرى ليس هدفها هو السيارات المسروقة بحد ذاتها بقدر ما يكون الهدف من استعمالها السرقات التي ترتكب بالأسواق الأسبوعية أو سرقة المواشي حيث يتم التخلص من السيارات المسروقة مباشرة بعد القيام بالجريمة. أما الصنف الثالث من السرقات، وهو أخطر هذه الأنواع وهو الذي يرتبط بسرقة السيارات الفارهة، وخاصة من نوع رباعية الدفع، التي قد تستعمل من لدن عناصر إرهابية تقطع بها مسافة طويلة تمتد إلى خارج التراب الوطني، وخاصة بجنوب الصحراء. وهناك صنف من الشبكات المفككة يستهدف وكالات تأجير السيارات عبر الإدلاء بوثائق تعريف مزورة والاستيلاء على السيارة وإعادة بيعها مفككة في سوق المتلاشيات. وتشير مصادر مطلعة إلى أن تنامي ظاهرة سرقة السيارات بالمغرب مرتبط تاريخيا بأسواق المتلاشيات التي تستفيد على ما يبدو من تواطؤ بعض عناصر الأجهزة الأمنية التي لا تقوم بمراقبتها بالشكل اللازم، علما بأن عدة تقارير أمنية تشير إلى ضرورة أن تتم إعادة هيكلة هذه الأسواق وإخضاعها بصفة دورية لعمليات تفتيش وتدقيق في نوعية السلع التي تلجها. وتأتي شبكات تهريب المخدرات والهجرة السرية والمجموعات الإرهابية في طليعة زبناء شبكات سرقات السيارات، حيث بينت التحريات في القضايا التي تم عرضها لحد الآن أن الشبكات المفككة تتقاطع فيها عدد من الجرائم، من بينها تزوير الوثائق والصفائح المعدنية والأختام الإدارية، كما تستفيد من إمكانيات لوجستيكية تمكنها من عبور الحدود بسهولة.