بموازاة المسلسل الطويل لفضائح الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الذي لايبدو أنه سيتوقف، فإن انتخابات هذا الجهاز المقررة في نهاية شهر فبراير المقبل، تغري بالمتابعة، فمع إغلاق موعد إيداع الترشيحات الذي حدد له تاريخ 26 أكتوبر الجاري، دخل على الخط ثلاث مرشحين جدد هم الجنوب إفريقي توكيو سِكسويل والإيطالي السويسري جياني أنفينتيتو، ثم البحريني سلمان بن ابراهيم رئيس الاتحاد الأسيوي. عمليا هناك 8 مرشحين اليوم لرئاسة «الفيفا» باحتساب الفرنسي ميشيل بلاتيني الموقوف ل90 يوما بسبب شبهات فساد تحول حول علاقته بالفيفا، وبالإضافة إلى الأسماء التي ذكرنا سابقا هناك أيضا الأردني علي بن الحسين، والفرنسي جيروم شامبين، والترينيدادي ديفيد ناكيد، والليبيري موسى بيليتي. بين هذه الأسماء، هناك مرشحون جديون، سيستمرون في التنافس إلى آخر لحظة، مثلما هناك مرشحون يبحثون من خلال إيداع ترشيحاتهم عن موطئ قدم في الاتحاد الدولي، لذلك، ليس مستبعدا أن تنسحب بعض الأسماء في منتصف الطريق بعد أن تكون الترتيبات قد فعلت فعلتها، علما أنه وسط هذه الأسماء فإن الفرصة ربما تبدو سانحة للبحريني سلمان بن ابراهيم للظفر بكرسي رئاسة «الفيفا»، ليكون أول عربي ينال هذا المنصب، خصوصا وأن وراء الرجل «ماكينة» انتخابية لا تهدأ يقودها الكويتي فهد الأحمد الصباح. كرة القدم لم تعد اليوم مجرد لعبة، إنها صناعة حقيقية، يكفي أن حروبا طاحنة تدور رحاها من أجل استضافة المونديال، ويكفي أن العديد من البلدان تورطت في تقديم رشاوى من أجل تنظيم كأس العالم، ويكفي أن الكثير من المنتمين للفيفا راكموا الثروات والامتيازات، ولعل وقائع منح تنظيم كأس العالم لألمانيا وجنوب إفريقيا، ثم التصويت بعدهما على روسيا وقطر دفعة واحدة شاهد على الفساد الذي عشش في «الفيفا». لذلك، بقدر ما يحتاج الاتحاد الدولي «فيفا» إلى تغيير على مستوى دفة قيادته، فإنه تحتاج إلى تغيير أشمل على مستوى القوانين المنظمة له، والتي تسمح لرئيس «الفيفا» بأن يتحول إلى مستبد يفعل ما يحلو له دون حسيب أو رقيب، وتحول البقية إلى مريدين له، فليس مقبولا أن يستمر بلاتر أو غير بلاتر مدى الحياة في رئاسة هذا الجهاز، وليس مقبولا كذلك أن نظام الانتخابات يجري بطريقة تخدم مصالح أشخاص معينين، وبشكل يبقي نفس الوجوه في «الفيفا».