بدأ المنتخب الجزائري، منذ يوم السبت الماضي، في منطقة كاستيلي بجنوب فرنسا معسكره الإعدادي الأول من نوعه بعد تأهله المستحق إلى المونديال، وذلك استعداداً لبطولة إفريقيا للأمم التي ستنطلق في العاشر من يناير المقبل بأنغولا، وسط آمال بأن تكون الدورة المقبلة بوابة لعودة قوية ل»الخضر» على الساحة القارية بعد غياب دام أربع سنوات كاملة. ويشارك في المعسكر 23 لاعباً بينهم 15 محترفاً جميعهم شاركوا في التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال مع إضافة عبد المالك زياية هداف وفاق سطيف واستبعاد الحارس نسيم أوسرير الذي حل محله محمد الأمين زماموش حارس مولودية الجزائر. ويرغب المدرب الوطني رابح سعدان في أن تكون المرحلة الأولى للمعسكر، التي ستدوم حتى الفاتح من يناير، فرصة للاطلاع على الاستعداد النفسي والبدني للاعبيه على أن تنطلق المرحلة الجدية، حسبه، بعد الفاتح من يناير حتى السابع منه موعد التنقل إلى أنغولا على متن طائرة خاصة أي قبل أربعة أيام فقط على مباراته الأولى أمام منتخب مالاوي. وتفيد تقارير باحتمال تأخر بعض اللاعبين على الالتحاق بالموعد الرسمي للمعسكر على غرار المدافع مجيد بوقرة لاشتراكه في 27 دجنبر في مباراة مع فريقه غلاسكو رانجرس بالدوري الاسكتلندي. وقال بوقرة لجريدة الحياة اللندنية إنه طلب الإذن من الناخب الوطني بتأجيل الانضمام للمعسكر حتى ال 28 من دجنبر بسبب ارتباطاته مع ناديه، مضيفاً أن «سعدان رفض الاستمرار مع رائد الدوري الاسكتلندي حتى الثالث من يناير موعد ديربي اسكتلندا مع غريمه التقليدي نادي سيلتيك. وكان رئيس الاتحاد الجزائري للكرة محمد روراوة هدد في وقت سابق باللجوء للفيفا في حال اعترض أي ناد أوروبي على التحاق لاعبي «الخضر» بمنتخب بلادهم قبل 14 يوماً مثلما تنص على ذلك قوانين الاتحاد الدولي. وتحسباً للمعسكر، استعاد عدد من لاعبي «الخضر» توازنهم ومشاركاتهم الرسمية مع أنديتهم على غرار كريم زياني الذي خاض مباراة فريقه فولسفبورغ الأخيرة أساسياً. شأنه شأن زميله مراد مغني، لاعب لاتسيو، الذي أدى مباراة جيدة أمام الإنتر. فيما لا يزال المدافع عنتر يحيى يشكو بقاءه بعيداً عن المنافسة بسبب الإصابة التي لحقته منذ مباراة مصر بالخرطوم. من جانب آخر، أبلغ رئيس اتحاد الكرة محمد روراوة رجال الإعلام «استياءه» من أسلوب تعاطيهم مع شأن المنتخب، داعياً إياهم إلى نبذ الكتابات التي تتسبب في إحداث البلبلة وسط المنتخب. وألمح روراوة إلى أن مهدي لحسن، لاعب سانتندار الإسباني، رفض الالتحاق بالمنتخب بسبب بعض الكتابات الصحافية التي قدمت اللاعب على أنه غير مرغوب فيه بالمنتخب. وأعلن روراوة أنه لا يحق لأي كان من الصحافيين التدخل في شأن لا يعنيهم، لأن لا أحد منهم ضمن مكانته بالمنتخب، مضيفاً: «اللعب للمنتخب لا يمنح شهادة البقاء إلى الأبد في صفوفه مثلما تمنح شهادة الاعتراف بالمشاركة بالحرب التحريرية لصاحبها البقاء مجاهداً حتى بعد وفاته». وأوضح أن كثيراً من المنتخبات، بينها المنتخبات، التي تستعد للمونديال أو المناسبات الكبرى، تأتي في الأخيربتشكيل يكاد يتغير جذرياً عند المشاركة بالمونديال.