حافظت خمسة منتخبات عربية إفريقية هي "مصر وتونسوالجزائر والمغرب والسودان" على أحلام جماهيرها للمشاركة في نهائيات كأس العالم، التي تقام عام 2010 في جنوب إفريقيا للمرة الأولى على أرض القارة السمراء، بعدما تأهلوا للمرحلة الأخيرة من التصفيات القارية المؤهلة أيضا لبطولة الأمم في أنغولا 2010، فيما خابت آمال أنصار الفريق الليبي بعدما اكتفى منتخبهم بالمشاركة في الدور الثاني فقط، محتلا المركز الثالث في مجموعته السادسة. وتأهلت منتخبات مصر والمغرب والجزائر بعد تصدرها لمجموعاتها، فيما صعدت تونس والسودان بصفتهما من أحسن ثمانية منتخبات تحتل المرتبة الثانية من حيث عدد النقاط التي حققتها خلال جولات التصفيات ذهابا وإيابا، وبخروج ليبيا يكون عدد ممثلي العرب قد نقص بنسبة فريق واحد عما كانوا عليه في التصفيات المؤهلة لمونديال ألمانيا 2006. وتقام قرعة المرحلة الأخيرة التي تضم 20 منتخبا يوم 22 أكتوبر في مدينة زيورخ السويسرية، ومن المتوقع -بشكل كبير- أن تشهد المرحلة الأخيرة صداما بين منتخبين عربيين في مجموعة واحدة بسبب تصنيف المنتخبات. وتأتي مصر وغانا ونيجيريا وكوت ديفوار والكاميرون على رأس المجموعات الخمس، ومن المتوقع أن تحتل معظم الفرق العربية المتأهلة التصنيف الثاني، بعدما صعدت بوركينا فاسو وأوغندا وكينيا وبنين والغابون وموزمبيق ورواندا وتوغو ومالاوي وغينيا وجميعها أقل من حيث المستوى والنتائج، لذا سيتم تقسيمها على المستويين الثالث والرابع. ويتم تقسيم المنتخبات ال20 التي صعدت إلى خمس مجموعات تضم كل مجموعة 4 منتخبات يصعد الأول منها لمونديال كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، بينما سيشارك الثلاثة الأوائل بالمجموعات في بطولة الأمم الإفريقية بأنغولا التي تقام في نفس العام. أحلام الفراعنة ِشحاتة يقود الفراعنة وبالحديث عن المنتخب المصري حامل لقب بطولة الأمم الإفريقية لست مرات، فطموحات الفراعنة للتأهل إلى المونديال -بعد غياب 20 عاما- زادت بنسبة كبيرة، خصوصا مع إيمانهم بأن الجيل الحالي في الفريق هو الأفضل منذ أكثر من عشر سنوات، والدليل على ذلك حصول مصر على لقب أمم إفريقيا مرتين متتاليتين على التوالي عامي 2006 و2008. وقال المدير الفني للمنتخب المصري حسن شحاتة -قبل لقاء جيبوتي- إنه مشغول بما ستسفر عنه قرعة التصفيات، والتي ستحدد الفرق الثلاث التي ستقع في مجموعة مصر، وأضاف أنه يتمنى أن تخدمه القرعة وألا يقع في مجموعة مصر أي منتخب عربي؛ لأن تلك المواجهات تكون صعبة للغاية ومشحونة جماهيريا. وتأتي فرصة شحاتة في تصفيات مونديال 2008 وسط ظروف أفضل بكثير عما كان عليه منذ ثلاث سنوات، عندما تولى مهمة الفريق، فالمنتخب المصري يكاد يكون مستقرا من حيث تشكيلته منذ أن فاز بأمم إفريقيا 2006، التي أقيمت على أرضه ووسط جماهيره، كما أن شحاتة عرف كيف يستطيع توظيف لاعبيه وفقا لرؤيته لتحقيق الفوز أو الخروج بنتيجة إيجابية مهما اتفق أو اختلف معه نقاد الكرة في مصر. ومر المنتخب المصري بخطر الخروج عقب الخسارة على يد مضيفه مالاوي بهدف نظيف في الجولة الثالثة؛ مما عقد حسابات الفراعنة، فكان لابد من الفوز على مالاوي في المباراة التالية على استاد القاهرة، ثم العودة من الكونغو بنتيجة التعادل على الأقل لضمان التصنيف كأحسن منتخبات تحتل المرتبة الثانية للصعود إلى المرحلة التالية من التصفيات، ولكن مصر فازت حاسمة صدارتها للمجموعة ال12 بعد تغلبها أيضا على جيبوتي. انتفاضة الخضر فرحة لاعبي الجزائر انطلقت أفراح جزائرية يوم السبت، رغم التعادل مع ليبريا من دون أهداف، إلا أن إدراك غامبيا للتعادل أمام السنغال جعل الخضر يضمنون صدارة مجموعتهم السادسة ب10 نقاط وبفارق نقطة واحدة عن غامبيا الثاني، التي أطاحت بأسود الترينغا من تصفيات المونديال بعد تفوقها في عدد الأهداف. وكانت الجزائر في حاجة للفوز على مضيفتها ليبريا لضمان الصدارة بغض النظر عن نتيجة لقاء غامبيا والسنغال، ولكن الخضر خيبوا ظن جماهيرهم بعدما اكتفوا بالتعادل قبل أن تسقط أسود الترينغا في فخ التعادل أمام غامبيا؛ لتكون هدية السماء إلى الجزائريين ليصعدوا إلى المرحلة التالية كأول للمجموعة. وقال المدير الفني للجزائر رابح سعدان "أهدرنا الكثير من الفرص، وكدنا ندفع الثمن، الآن يمكن أن نقول إن غامبيا هي التي ساهمت في تأهلنا، ولكن فوزنا الأخير على السنغال جعلنا في المقدمة، وسوف نعمل على تجاوز التصفيات النهائية والتأهل للمونديال". ويأمل مشجعو الجزائر أن يستعيد منتخب بلادهم بريقه القاري المفقود، بعدما فشلوا في التأهل لأمم إفريقيا مرتين متتاليتين عامي 2006 و2008، فيما يطمحون في العودة مجددا لبطولات كأس العالم التي شاركوا فيها للمرة الأخيرة في المكسيك 1986. زئير الأسود المغرب تسعى وراء المونديال ولا يختلف الوضع في الشارع المغربي المفتقد رؤية منتخب بلاده في كأس العالم بعدما شارك للمرة الأخيرة في فرنسا 1998، لذا جاء تصدرهم للمجموعة الثامنة ب12 نقطة وتأهلهم للمرحلة الأخيرة من التصفيات القارية خطوة إيجابية نحو المشاركة في أمم إفريقيا، بجانب الهدف الأكبر في اللعب بكأس العالم 2010 على ملاعب جنوب إفريقيا. وجاء صعود أسود الأطلسي بفارق الأهداف عن رواندا صاحبة المرتبة الثانية، وهذا ما جعل لومير يعترف بوجود بعض السلبيات التي يجب إصلاحها قائلا "أنجزنا المهمة الأهم ببلوغ الدور الحاسم، غير أننا لم نظهر بالمستوى العالي، ونحن مطالبون ببذل جهود كبيرة لبناء فريق قوي ومنسجم بإمكانه مجاراة الفرق القوية التي سنواجهها في الدور المقبل". تصحيح الأخطاء تونس تحتاج لإصلاح الأخطاء فيما يبدو على المنتخب التونسي احتياجه لإعادة النظر في أسلوب لعبه وأسماء اللاعبين المنضمين إلى صفوفه، خصوصا وأن الفريق تأهل إلى المرحلة الأخيرة باحتلاله المركز الثاني للمجموعة التاسعة بعد بوركينا فاسو بفارق ثلاث نقاط، وهذا الأمر لا يختلف كثيرا عن الوضع الذي أنهى به نسور قرطاج مجموعتهم للتصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا 2008، حيث جاؤوا في المرتبة الثانية بعد السودان بفارق نقطتين. وسيستغل البرتغالي همبرتو كويليو الفترة المقبلة لإعادة حساباته وتنفيذ ما وعد به عقب توليه مهمة تدريب المنتخب التونسي، قائلا "أسعى لتكوين فريق متكامل ومنسجم ويلعب جيدا؛ لأنه بدون اللعب الجيد ستكون حظوظنا في الفوز أقل وستكون هذه رسالتي للاعبين، لذلك سنوجه الدعوة للاعب الأكثر استعدادا بدنيا وفنيا بغض النظر عما إذا كان لاعبا محترفا أو محليا". وشاركت تونس في كأس العالم أعوام 78 و98 و2002 وأخيرا 2006، لذا يأمل أنصار نسور قرطاج رؤية منتخب بلادهم مشاركا في الحدث العالمي للمرة الثالثة على التوالي. ويأتي السودان ليكمل عقد المنتخبات الخمسة العربية المتأهلة إلى المرحلة الأخيرة، وتبدو حظوظ صقور الجديان الأضعف في ظل عدم امتلاك لاعبي المنتخب السوداني خبرة حسم المباريات الهامة، خصوصا أمام قوى القارة الإفريقية، رغم ما يمتلكه الفريق من لاعبين يمتازون بالمهارات الفردية والقدرات البدنية العالية. وحسم السودان تأهله كثان للمجموعة العاشرة بفارق ثلاث نقاط عن مالي المتصدرة، بعدما تغلب في مباراة مثيرة على الكونغو بهدفين نظيفين، ويواجه المدير الفني السوداني محمد عبد الله مازدا مهمة ثقيلة في المرحلة المقبلة؛ لأن المنافسة لن تكون سهلة، وبالتالي ستكون حسابات التأهل لأمم إفريقيا وكأس العالم في غاية التعقيد. ولم يصل السودان مسبقا إلى كأس العالم، فيما تأهل لأمم إفريقيا الأخيرة عام 2008 للمرة السابعة بعد غياب 30 عاما.