نجح سكان طنجة، أول أمس الخميس، في تمرير رسالة احتجاجية قوية أخرى لشركة «أمانديس» الفرنسية المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء، حيث امتنعوا عن دخول أي من مقراتها ودفع أي فاتورة، الأمر الذي ردت عليه الشركة بقطع التزويد عن بعض المنازل، حسب نشطاء. واستمرارا في احتجاجاتهم المطالبة برحيل الشركة الفرنسية عن طنجة بسبب فواتيرها الملتهبة، امتنع سكان طنجة، بنسبة وصفها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ب»القياسية»، عن ولوج مقرات الشركة ودفع الفواتير، استجابة لنداء «تسجيل صفر درهم في خزينة أمانديس». وسجل المحتجون تجاوبا كبيرا مع هذه الخطوة، لكن بعضهم دعا في الوقت نفسه إلى مقاطعة المقاهي والمحلات التجارية التي تعاملت مع الشركة الفرنسية يوم الخميس، متسببة في «كسر الحصار الشعبي» المفروض عليها. وعاينت «المساء» تراجعا واضحا في عدد زوار المقر الرئيسي ل«أمانديس» بالحي الإداري وسط طنجة، فيما سجل المقر الرئيسي بمقاطعة السواني تراجعا ملحوظا في تدفق الزبائن، في حين ظل مقر الشركة بحي بئر الشفا، الذي حاصرته الاعتصامات لأيام، خاليا طيلة اليوم. وكان رد فعل «أمانديس»، حسب ما أكده نشطاء، هو قطع التزويد بالماء والكهرباء عن مجموعة من المنازل خاصة في أحياء مقاطعة بني مكادة التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات، وقد تم تداول صور لعمال الشركة وهم يقطعون الماء عن أحد البيوت، الأمر الذي يعد خرقا للاتفاق الذي أبرمته الشركة الفرنسية مع الجماعة الحضرية لطنجة. وكان بلاغ للجماعة الحضرية قد أورد أن عمدة المدينة والمدير العام ل»أمانديس»، اتفقا على الوقف المؤقت لعملية قطع التزويد بالماء والكهرباء في الأحياء ذات الساكنة الهشة إلى أجل 15 نونبر 2015، مع إعادة التزويد بالماء والكهرباء للمشتركين الذين تجاوز استهلاكهم الاستهلاك الاعتيادي، والذين تم قطع تزويدهم بسبب عدم أدائهم لفاتورتي يوليوز وغشت 2015، وذلك إلى غاية البت في وضعيتهم مع إعفائهم من غرامة القطع وإعادة التزويد. من جهة أخرى، يستعد سكان طنجة، يومه السبت، لإطفاء الأنوار ما بين الثامنة والعاشرة مساء، في تكرار تصعيدي للخطوة التي قاموا بها قبل أسبوع، والتي لقيت نجاحا كبيرا، وفي اليوم نفسه ينتظر أن يخرج الآلاف إلى الشوارع قاصدين ساحة الأمم للتعبير عن غضبهم من الفواتير النارية، والمطالبة برحيل الشركة الفرنسية.