تحول إلياس العماري، الرجل الذي يوصف ب»القوي» في حزب الأصالة والمعاصرة إلى «سوبرمان»، فهو كما يمسك بالكثير من الخيوط في السياسة، يريد أن يمسك بخيوط الرياضة التي تكاد تختزل في المغرب في كرة القدم. لقد أصبح أمرا عاديا أن نسمع ونتابع أن إلياس العماري يحرك خيوط جامعة الكرة من بعيد، وأنه صاحب كلمة الحسم في الكثير من الملفات، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بملفات المقربين منه.. في اليومين الماضيين، كانت هناك لقاءات واتصالات هاتفية بين العماري ولقجع، موضوعها الرئيسي هو نور الدين البوشحاتي، النائب الثالث لرئيس الجامعة، الذي باتت وضعيته في حكم المجمدة، لكن إلياس الذي لا يتخلى عن أصدقائه وعن مدعميه، دخل على الخط ليعيد البوشحاتي إلى مكانه.. لقد كان آخر نشاط رسمي في الجامعة حضره البوشحاتي في شهر يوليوز الماضي، وتحديدا في مباراة ذهاب تصفيات أولمبياد ريو دي جانيرو التي جرت بملعب مولاي الحسن وجمعت بين المنتخب الوطني ونظيره التونسي.. منذ تلك المباراة لم نعد نعثر للبوشحاتي على أثر داخل الجامعة، رغم أنه رئيس للجنة المنتخبات الوطنية، بل إن منتخبات وطنية خاضت مبارياتها الرسمية ومع ذلك لم يحضر البوشحاتي.. بالمقابل فإن النائب الثالث لرئيس الجامعة، الذي ساءت علاقته بفوزي لقجع كثيرا اختار أن يشد الرحال إلى مدينة الحسيمة، ليساند إلياس العماري في حملته الانتخابية.. والحق يقال فإن البوشحاتي أبلى البلاء الحسن في هذا الجانب، ولم يدخر جهدا، وعلى كافة المستويات.. !!. واليوم، وبعد أن انتهى «موسم» الانتخابات، واعتلى العماري رئاسة جهة طنجةتطوان، رأى الرجل أنه آن الآوان ليرد الجميل للبوشحاتي، ويعيده معززا مكرما إلى جامعة الكرة. هذه ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها العماري بوجه مكشوف في مجال كرة القدم، فالرجل يعرف التأثير الكبير للكرة، ويعرف أكثر أنها كما تلمع الصورة، فإنها قد تحرقها، لذلك لم يتردد العماري بعد أن قاد فريق شباب الريف الحسيمي لتحقيق الصعود إلى القسم الأول، في أن يتراجع إلى الخلف، وأن يضع رجالاته في مناصب المسؤولية، على أن يحرك هو الأمور من خلف حجاب. على مستوى جامعة الكرة.. لم يتردد إلياس العماري في أن يحضر فعاليات الجمع العام الاستثنائي الذي عقدته جامعة الفهري في مارس 2014، والذي خصص لملاءمة قوانين الجامعة مع قوانين الاتحاد الدولي «فيفا»، فرغم أن الرجل لم تكن لديه الصفة القانونية التي تخول له دخول قاعة الجمع العام، فما بالك بإدارة دفة النقاش، فإن الرجل وجه رسائل هنا وهناك، وانتزع مصادقة بالإجماع على القانون الأساسي لصالح جامعة الفهري، مع أن الأمر يتعلق بقانون يجب أن يخضع للنقاش، كما حرص على أن يظل قريبا من نور الدين البوشحاتي وسعيد الناصري وفوزي لقجع.. وفي ذلك إشارة على أن هؤلاء هم من يجب أن يسيروا جامعة الكرة في المرحلة المقبلة، وهو ما حصل بالفعل.. السؤال الذي يطرح نفسه اليوم وبإلحاح، هو من الذي أعطى لإلياس العماري الحق في أن يصبح الحاكم الفعلي لجامعة الكرة، ولماذا يصمت الجميع ولا يحرك أحد ساكنا أمام «تهور» الرجل الذي يصر على خلط الأوراق، خصوصا أنه يقدم نفسه دائما بصفته الرجل المقرب من جهات عليا، ومتى سيصبح المغرب دولة للمؤسسات، وليس دولة أشخاص يريدون الهيمنة على كل شيء. جامعة كرة القدم.. صورة مصغرة لما يحدث في الدولة، حيث المؤسسة مجرد صدفة فارغة..