نجحت أطقم طبية في المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، يوم السبت الماضي، في إعادة زرع يد شخص تم فصلها كليا عن الجسد، في نزاع طاحن بين عصابتين في منطقة «جنان الورد» بالمدينة ذاتها، بعدما حملها الشخص المعني في كيس بلاستيكي، وتم نقله من قبل رفاقه، على وجه السرعة، إلى قسم المستعجلات، على متن سيارة أجرة صغيرة، مساء يوم الجمعة الماضي. وقالت المصادر إن الشخص المصاب أحيل مباشرة مع يده المبتورة على قسم جراحة العظام والمفاصل، حيث تم إجراء تدخلات طبية استمرت عدة ساعات، وكللت بإعادة اليد المبتورة إلى وضعها الطبيعي، وحرصت الأطقم الطبية على أن تعاد لها الحياة، لأن عدم تجاوبها يعني أن العملية باءت بالفشل. وأكدت المصادر التي تحدثت ل»المساء» حول هذا الحدث أن الأطقم الطبية حرصت على تتبع تطورات العملية، لاعتبارها من العمليات التي تستوجب احتياطات طبية مهمة، قبل أن تعلن عن نجاحها. وأضافت المصادر بأن هذه العملية تنضاف إلى إنجازات الأطقم الطبية لهذه المؤسسة الاستشفائية التي تتوفر على تجهيزات متطورة، وأطقم طبية مؤهلة، بالرغم من أنها تعاني من الاكتظاظ الناجم عن شبه جمود أصاب المراكز والمستوصفات والمستشفيات الإقليمية المحيطة التي لا تكلف نفسها عناء تقديم التدخلات الطبية والفحوصات البسيطة للمرضى، وإحالتهم ب»الجملة» على المستشفى الجامعي. وكانت منطقة «جنان الورد» قد شهدت، مساء يوم الجمعة الماضي، معركة طاحنة بين عصابتين استعملت فيها السيوف، وحاول المسمى «ولد موكة» أن يحمي رأسه من ضربة سيف من غريمه، لكن الضربة أصابت يده، ما أدى إلى فصلها كليا عن الجسد، حيث سقطت أرضا، وحملها رفقة باقي أتباعه في كيس بلاستيكي، بينما لاذت المجموعة الأخرى بالفرار «منتشية» بالنصر الذي حققته على «ولد موكة» الذي سبق له بدوره أن أرعب المنطقة، رفقة رفاقه، حيث اتهم بتنفيذ اعتداء شنيع على صاحب محل تجاري، مستعملا الماء الحارق، ما أدخل التاجر إلى قسم المستعجلات، في وضعية حرجة. وأسفرت الاعتداءات عن موجة غضب في صفوف سكان المنطقة الذين خرجوا للاحتجاج، مطالبين السلطات الأمنية بتكثيف الدوريات في الأحياء الشعبية، والفعالية في التدخل أثناء طلبات الاستغاثة من المواطنين ومن الضحايا.