يبدو أن فلسطين دخلت فعلا في انتفاضتها الثالثة، فقد دعت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية إلى استمرار التصعيد الشعبي، فيما استنفرت إسرائيل قواتها تحسبا لمزيد من العمليات الفلسطينية والمواجهات بعد يوم شهد حوادث طعن ودهس واستشهد فيه ثلاثة فلسطينيين وأصيب العشرات بعد صدامات بالضفة الغربية المحتلة وغارات على قطاع غزة. المشاهد والأنباء التي تصل تباعا من الأراضي المحتلة تؤكد تغيرا نوعيا في العمليات التي بات يخوضها الفلسطينيون… تغير سينقلنا من انتفاضة الحجارة إلى انتفاضة السكاكين، حيث لم يجد الشباب هناك سوى السكين وسيلة للتعبير عن غضبهم جراء اعتداء الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين على مقدساتهم ودماء شعبهم، خصوصا في ظل انصراف الجوار العربي والفصائل الفلسطينية عن التفاعل مع معركة القدس والأقصى التي يخوضها المقدسيون منفردين. لقد شكل عجز الفصائل الفلسطينية، لأسباب مختلفة، عن الاقتصاص من القتلة والرد على مجزرة عائلة دوابشة واقتحامات الأقصى، دافعا رئيسيا لجيل الشباب المتحمس إلى أخذ زمام المبادرة من خلال إطلاق «انتفاضة السكاكين» التي يجمع الخبراء على أنها تشكل تطورا نوعيا وإيجابيا في طرق المقاومة ضد عدو لا يحترم الأخلاق والمبادئ العالمية لحقوق الإنسان. اليوم، الثلاثاء، سيكون يوم تصعيد وغضب شعبي ضد الاحتلال الفلسطيني، يوم سيؤكد للعالم من جديد أن الانتفاضة الفلسطينية مستمرة، غير أن ما نخشاه هو أن تستغل إسرائيل الوضع المتفكك للعرب وللمقاومة الفلسطينية لاقتراف مجزرة جديدة، وهو سيناريو غير مستبعد على كيان همجي اعتاد ارتكاب جرائمه البشعة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل على مرأى ومسمع من المنتظم الدولي، ولا يسعنا حيال تماديه في جرائمه هذه إلا أن نطرح السؤال: هل ستتحرك الجيوش العربية ضد الكيان الصهيوني كما تحركت ضد اليمن؟