أثارت حملات التهويد الإسرائيلية المتواصلة في القدس، التي توجت، الاثنين الماضي، بتدشين كنيس الخراب على بعد أمتار من المسجد الأقصى، غضبا واسعا داخل فلسطين وخارجها ، تخللته دعوات لانتفاضة فلسطينية ثالثة. ففي غزة ، خرج آلاف من طلبة المدارس والجامعات في شوارع المدينة، للتنديد بما تتعرض له القدس، ودعا المتظاهرون إلى إشعال انتفاضة ثالثة نصرة للأقصى، كما طالبوا بتصعيد عمليات المقاومة ضد إسرائيل. ودعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، إلى «أوسع اصطفاف عربي وإسلامي من أجل القدس»، وناشد في كلمة له السلطة الفلسطينية أن «ترفع يدها عن الشعب الفلسطيني كي يعبر عن غضبه مما يجري بحق مقدساته». مسيرات غاضبة وفي لبنان، خرجت مسيرات غاضبة في المخيمات الفلسطينية شمالا في البداوي، والبارد ، وجنوبا في صور، وعين الحلوة، مناصرة للمسجد الأقصى، واستنكارا لتهويد القدس، وبناء كنيس الخراب. وندد المتظاهرون ب»الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس». وجاءت تلك المسيرات بدعوة من فصائل المقاومة الفلسطينية، واللجان الشعبية، وبمشاركة مندوبين عن الأحزاب والقوى اللبنانية. وفي الأردن، طالب ممثلو أحزاب ونقابات بطرد السفير الإسرائيلي، وإلغاء معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية. ودعا هؤلاء في اعتصام أمام مجمع النقابات المهنية الحكومات العربية إلى سحب مبادرة السلام مع إسرائيل، وعدم استئناف أي مفاوضات مباشرة معها. وفي الكويت، أطلقت قوى شبابية وطلابية «الهبة الشبابية الكويتية لنصرة المقدسات» ضمن برنامج فعاليات متنوعة تشارك فيها قوى سياسية وبرلمانية وتستمر أسبوعا. ويقوم على تنفيذ البرنامج الشبابي، الذي لاقى حضورا وتفاعلا كبيرا من لدن هيئات وتيارات سياسية وقوى برلمانية، الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، ورابطة شباب لأجل القدس فرع الكويت. وفي مصر ، طالب طلبة وأساتذة جامعات الدول العربية باتخاذ موقف قوي إزاء الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية. وقد شهدت الجامعات المصرية احتجاجات تندد بسياسات الاستيطان والتهويد الإسرائيلية في القدسالمحتلة. وفي موريتانيا ، طالبت المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني كافة القوى والتيارات السياسية والنقابية الطلابية ، وهيئات المجتمع المدني في البلاد، ب»التحرك السريع والمكثف لإنقاذ القدس من خلال القيام بأنشطة نضالية». كما دعت إلى هبة شعبية عربية وإسلامية «للوقوف في وجه الأهداف الصهيونية الخبيثة الرامية إلى تزييف التاريخ وإنتاج هوية قومية في فلسطين لهذا الكيان اللقيط». ودعت الحكومة الموريتانية للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية على القدس الشريف، والحرم الإبراهيمي «، وقطع العلاقات نهائيا» مع تل أبيب. إزاء هذا الوضع ، رفعت إسرائيل الإغلاق، الذي تفرضه على الضفة الغربية، في حين أبقت قواتها في حالة استنفار في مدينة القدس، بعد مواجهات عنيفة بسبب افتتاح إسرائيل كنيس الخراب في البلدة القديمة، أصيب خلالها عشرات الفلسطينيين بجروح. وشهد يوم الثلاثاء مواجهات بين مئات الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في مدينة القدسالمحتلة، وعدة مناطق في الضفة الغربية، أصيب خلالها عشرات الفلسطييين. كما اعتقلت القوات الإسرائيلية عشرات الأشخاص، وعززت قواتها في سائر أنحاء المدينة المقدسة, وقال شهود عيان إن عشرات المستعِربين تم نشرهم في أوساط المحتجين. وحسب مصادر إعلامية في مخيم قلنديا ، التابعة لمدينة رام الله ح، يث أقامت قوات الاحتلال أكبر حاجز عسكري، فإن المواجهات بين الشباب الفلسطينيين وقوات الاحتلال، استمرت حتى ساعات متأخرة من المساء. ووفقا لمصادر في مستشفى رام الله ، فقد وصل للمستشفى 12 مصابا من مخيم قلنديا. وفي قرية نعلين، التي كانت سلطات الاحتلال، فإن عدد المصابين من بين أبناء القرية أثناء المواجهات مع قوات الاحتلال على خلفية الاحتجاج على كنيس الخراب، بلغ 19 مصابا. وفي مدينة القدس،، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 47 مواطنا أصيبوا ، واعتقل 42 آخرون في المواجهات التي شهدتها مدينة القدس والمناطق المجاورة لها. وقد تسللت عناصر من قوات المستعربين، التي تلبس الملابس العربية، بين المتظاهرين، وألقت القبض على العشرات منهم، وشوهدت قوات الاحتلال وهي تنهال بالضرب على المعتقلين حتى بعد تكبيلهم.