نقل الطفلان أنيس (سنة ونصف) وأخته آية (سنتان ونصف) وأمهما الفرنسية إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس وهم في حالة حرجة بعد تعرضهم لحالة تسمم ناتج عن تناولهم لوجبة «بيتزا» والمسوقة بعلب تحمل علامة تجارية بجميع المراكز التجارية لأسواق «لا بيل في» «la belle vie»، ففور تناول الأم الفرنسية وابنيها للوجبة ظهرت عليهم أعراض التسمم من قيء وغثيان وارتفاع في درجة الحرارة، وبعد معاينة الحالات الثلاث أفاد الدكتور المعالج بأن الطفلين وأمهما بالإضافة إلى الأب قد تناولوا وجبة غذائية موحدة كانت وراء حالة التسمم، مما دفع بالأب إلى إخبار سلطات العمالة والأمن ومصلحة الجزر ومحاربة الغش بالواقعة ليتم أخذ عينة من المنتوج مع الحصول على فاتورة الاقتناء. وعن مآل هذا الملف والمسلك الذي اختارته العائلة التي تزعم الضرر، صرح الوالد مغفور امحمد ل«المساء» بأنه رفض مقترحا من المديرة التجارية ل»لابيل في» للتكفل برحلة علاج إلى أمريكا أو أية جهة يختارها مقابل التنازل، وعلل سبب رفضه بكونه وزوجته الفرنسية مقتنعان بأن هذه الأسواق الضخمة يجب أن تحترم صحة المواطن المغربي، وعليه قرر انتداب أحد المحامين بهيئة الجديدة لمباشرة إجراءات فتح مسطرة المتابعة في حق المتسببين في هذه التسممات التي كادت أن تحصد أرواح طفليه وأمهما، وختم تصريحاته بالقول إنه تعرف بوسائله الخاصة على أن سبب التعفنات التي وجدت «بالبيتزا» تعود إلى انقطاع سابق بالتيار الكهربائي أصاب المولدات الخاصة بالتبريد. أمينة وحدي المديرة التجارية أكدت أن إدارتها تعاملت مع هذه الحالة باهتمام شديد، حيث استمعت إلى شكايتهم بإمعان، مؤكدة أنها الحالة الأولى من نوعها التي تطرح على المركز منذ افتتاحه قبل سنتين. ومع ذلك تضيف المديرة أن المؤسسة بادرت إلى سحب هذه المادة من جميع المراكز التجارية الخمسة والعشرين بكامل التراب المغربي دون انتظار نتائج التحليلات المختبرية. وفي سؤال عن اقتراح المؤسسة لرحلة علاجية للعائلة المصابة إلى أمريكا واعتبار ذلك بمثابة اعتذار واعتراف بالخطأ نفت المسؤولة التجارية ذلك مؤكدة أن تاريخ الصلاحية المسجل على واجهة المادة الغذائية قانوني مائة في المائة، ومفندة مزاعم أب العائلة المشتكية بخصوص اقتراح رحلة علاج إلى الخارج مع تأكيدها أن المشتكي هو من طلب من إدارة المركز تسليمه مبلغ خمسين ألف درهم مقابل سكوته وتنازله عن القضية، وهو ما رفضته الإدارة مع إظهار حسن النوايا في عرض الطفلين على أكبر أخصائي في طب الأطفال واقترحت اسم البروفسور عبد الرحيم الهاروشي وزير الصحة السابق، لكن الطلب قوبل بالرفض لأن رب الأسرة تشبث بشرط المبلغ المطلوب وبمتابعة مراحل العلاج بكيفية انفرادية. رئيس القسم الاقتصادي بالعمالة أكد ل«المساء» بأنه أخبر بواقعة التسمم، بصفته مسؤولا عن اللجنة الموسعة للسهر على السلامة الصحية للمواطنين بالإقليم، وأفاد بأن مصلحة الجزر ومحاربة الغش باشرت تحرياتها من خلال إخضاع عينة من المادة المذكورة على مختبر التحليلات وستظهر النتائج بعد يومين أو ثلاثة على أكثر تقدير، وآنذاك سنحدد موقف اللجنة المختلطة من هذا الحادث.