سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بلاغ مجهول يحدث أزمة بين إذاعة فاس الجهوية والنقابة الوطنية للصحافة المغربية الوثيقة تتهم المديرة بالتدبير الانفرادي للمحطة والصافي تؤكد أن الإذاعة ليست مخدعا هاتفيا لأطراف خارجية
لم تدم فرحة «احتفال» إذاعة فاس الجهوية بالجائزة الثانية للإتحاد العام للإذاعات العربية، إلا بضعة أسابيع، قبل أن يصدر بلاغ نقابي «مجهول الهوية» نغص على الإذاعة فرحتها، ودفع إدارتها إلى إجراء الكثير من الاتصالات الهاتفية بعدد من الأعضاء القياديين بالمجلس الفيدرالي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بالنقابة الوطنية للصحافة المغربية لاقتفاء أثر «الجهات» التي تقف وراء صنع بلاغ يطلق العنان للاتهامات، دون أن تتمكن من ذلك. الاتحاد العام للإذاعات العربية، والكائن مقره بتونس، قرر أن يمنح جائزته الثانية، في إطار مسابقة «اعرف بلادك»، للصحافية عزيزة الغاوي مناصفة مع ممثل الإذاعة السورية ، عن إحدى حلقات البرنامج الإذاعي الأسبوعي «تسارى بلادنا». وناقشت الحلقة الفائزة السياحة الاستشفائية بجهة فاس–بولمان، وكانت عبارة عن تحقيق ميداني، تطرق إلى المنتجعات السياحية بالمنطقة، وتوقف عند أهمية كل منتجع منها، كما طرح أوضاعها الحالية وطبيعة زوارها. وبالنسبة لهذه الإذاعة، التي تعتبر هذه أولى الجوائز التي تحصدها منذ إحداثها، فإن أهمية الجائزة تكمن في كون البرنامج فاز في مسابقة شاركت فيها 11 هيئة إذاعية ب11 برنامجا حول السياحة الاستشفائية. أما «البلاغ المجهول» الذي ذكر الإذاعة ب«مرحلة أزمة» عاشتها بسبب «سوء تفاهم» بين الإدارة وبين بعض العاملين بها، فقد تحدث عن اجتماع لأعضاء المجلس الوطني الفيدرالي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، يوم عاشر دجنبر الجاري، بمقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالرباط، وتداول في ما وصفه ب«الوضع المتردي» في إذاعة فاس الجهوية، مؤكدا على أن المشاكل في هذه الإذاعة «ما زالت تتفاقم»، بسبب ما اعتبره «إصرار» المسؤولة عن المحطة «على التمادي في نفس الممارسات، التي أنتجت وضعا متوترا وتراجعا واضحا في مستوى أدائها المهني». وقال البلاغ مديرة المحطة إن مديرة الإذاعة تستحوذ على كل شيء بما في ذلك أدوات العمل، مما ولد واقع العطالة لدى بعض الصحفيين العاملين في هذه الإذاعة. وإلى جانب ذلك، اتهم البلاغ، الذي لم يذيل بأي توقيع والذي عمم على عدد كبير من الصحف الوطنية، ب«المزاجية» و«غياب علاقات مبنية على المقاييس الموضوعية مثل الكفاءة والتخصص والأقدمية والمواظبة» في تدبير شؤون إذاعة، أضاف بأنها، تكاد تكون بدون شبكة برامج تلتزم بتحملاتها وتخضع للمراقبة. وتهرب أكثر من مسؤول نقابي في النقابة الوطنية للصحافة المغربية من مضامين البلاغ، وأكد عدد منهم أنه لم يحضر أي اجتماع عقد في التاريخ الذي يحمله البلاغ، ما جعل مديرة هذه الإذاعة تصف هذا الوضع ب«العبثي»، قبل أن تؤكد أن البلاغ كرر نفس «الأسطوانة المشروخة» التي ظلت بعض الأطراف خارج الإذاعة تكررها «كرد فعل» منها على وضع إذاعي تغير بمجيء الإدارة الجديدة. وحكت مريم الصافي، مديرة الإذاعة، أن بعض «المتعاونين» من بعض النقابيين المحليين حولوا مقر الإذاعة إلى مكاتب خاصة لأحزابهم وجرائدهم، وجعلوا منها «مخدعا هاتفيا» لإجراء الاتصالات بالمجان، وصنبورا لا ينضب لتعويضات شهرية مقابل برامج يستغلونها لنيل صفة «صحفيين». وقالت إن حزمها في التعامل مع هذا الوضع جعل جل السهام تطلق صوبها للإطاحة بها. وحكت المديرة أنها لجأت إلى فتح المجال أمام كفاءات شابة لإغناء العمل الإذاعي الجهوي، لكن هذا الانفتاح أزعج عددا قليلا من الصحافيين الذين اعتادوا عملا إذاعيا تقليديا لم يعد منسجما مع التحول الذي عرفته الساحة الإعلامية بالمغرب، ولم يعد مسموحا به في شركة تطالب بالإنتاجية وتسعى إلى ربح رهان التنافسية في سوق لم تعد تقبل بالرداءة. وفي الوقت الذي طالبت فيه مديرة إذاعة فاس من نقابيي الرباط صياغة بلاغ مضاد يكذبون من خلاله ما قيل باسمهم في هذا البلاغ «المجهول»، فإن عددا منهم وعدوها، في مكالمات هاتفية مطولة أجرتها معهم، بأنهم سيعمدون إلى تكوين وفد نقابي رسمي يزور الإذاعة ويلتقي بالعاملين كلهم لاستيضاح الوضع، قبل أن ينهي هذه الزيارة ببلاغ توضيحي.