لم يتقبل عبد الحميد أبرشان رئيس اتحاد طنجة العقوبة التي أصدرتها جامعة كرة القدم في حق فريقه، والقاضية بمعاقبته باللعب دون جمهور لثلاث مباريات، على خلفية أعمال الشغب التي شهدتها مباراة الفريق أمام المغرب التطواني يوم السبت الماضي والتي انتهت متعادلة بهدفين لمثلهما. لقد اعتبر أبرشان العقوبة بأنها «صادمة»، ولم يكتف بذلك فقط بل إنه قال إن فريقه مستهدف، وهو الأمر الذي يطرح الكثير من علامات الاستفهام، ويحتاج إلى نقاش، خصوصا أن مثل هذه التصريحات هي مقدمة للشغب. لقد رحب الجميع بعودة اتحاد طنجة إلى القسم الأول، واعتبروا أن هذا الفريق سيمنح الإضافة للمشهد الكروي خصوصا في ظل القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي يتوفر عليها، إذ أن أنصاره يملؤون المدرجات ويساندون فريقهم، ذلك أن مباريات للفريق في القسم الثاني جرت بحضور فاق 40 ألف متفرج، فما بالك عندما يتعلق الأمر بالقسم الأول، حيث التنافس والإثارة أكبر. ما وقع من أعمال شغب في مباراة اتحاد طنجة والمغرب التطواني ومحاولات الاعتداء على حكم المباراة بوشعيب لحرش ليست هذه المرة الأولى التي تحدث في ملعب طنجة، لقد سبقتها أمور مماثلة في مباراة إياب ربع نهائي كأس العرش التي جمعت الفريق الطنجي بأولمبيك خريبكة، علما أن الفريق كان قد عوقب بسبب اقتحام جمهوره للمدرجات في مباراة في القسم الثاني جمعته بالنادي المكناسي، إذ حرم من جمهوره لأربع مباريات، اثنتان منها موقوفة التنفيذ. في حالة اتحاد طنجة ولأن أحداث الشغب تكررت، فقد كان منتظرا أن تسلط العقوبة على الفريق، بل إنه برغم قساوة العقوبة، إلا أنه عندما ننظر إلى نصوص القانون فإننا سنجد أن الجامعة خففت العقوبة شيئا ما. إنه أمر صعب على فريق اتحاد طنجة أن يجري مبارياته دون جمهور، هو الذي يراهن على تثبيت مكانته، وفرض ذاته بين كبار البطولة، لكن على بعض فئات الجمهور أن تدرك أن الشغب مرفوض وأن الاعتداء على الحكام أو أي طرف في اللعبة لا يمكن التسامح معه. أما أن يعتبر أبرشان فريقه مستهدفا، فإن هذا الأمر من قبيل «خلط الأوراق» و»التحريض على الشغب»، فعندما يسمع الجمهور رئيس الفريق وهو يقول إن فريقه مستهدف فماذا سيتكون ردة فعله، أكيد أنه سيصدق الأمر وسيكون رد فعله عنيفا، وسنعيش على وقع الشغب مرة أخرى.. ليس مقبولا أن يعتبر ابرشان فريقه مستهدفا، لأن عقوبة سلطت عليه بسبب إثارة جزء من الجمهور للشغب، وليس مقبولا كذلك الاستمرار في مثل ردود الفعل هاته التي تفسد اللعبة وتقدم مثيري الشغب في ثوب الضحية. لو كنت مكان أبرشان لرحبت بقرار الجامعة، واعتبرت العقوبة مستحقة، حتى يفهم الجميع أن لا تسامح مع الشغب..