شهدت مدينة بويزكارن بإقليم كلميم، خلال اليومين الأخيرين، هطول أمطار غزيرة تسببت في تحويل الشوارع والأزقة إلى بحيرات، كما أضحت الأحياء محاطة بالمياه، الأمر الذي أدى الى تخوف الساكنة من أن تعيش نفس أحداث فيضانات السنة الماضية، التي أسفرت عن خسائر بشرية ومادية. وأشار أحد أبناء المنطقة الى أن الجمعيات دقت ناقوس الخطر، وطالبت الجهات المعنية بالتدخل لإيجاد حل فوري لتداعيات التساقطات المطرية، محذرة من حدوث مأساة، لاسيما أن المنطقة تتوفر على قناطر متهالكة قد تودي بحياة السكان. ووصف المتحدث ذاته في تصريحه ل»المساء» البنية التحتية في كلميم بالهشة، متسائلا كيف لعشر دقائق من التساقطات أن تغرق مدينة كلميم، مطالبا بضرورة محاسبة المسؤولين عن وضعية البنية التحتية في المنطقة، كما استنكر تجاهل الجهات المعنية لمطالب ساكنة كلميم وتزويدها بالخدمات الضرورية. وأوضح المتحدث نفسه أن تساقط الأمطار أسفر عن إغراق أغلب الأحياء بمياه السيول، معتبرا أن الأمطار أدت إلى انفجار قنوات الصرف الصحي في بعض الأحياء جراء غياب قنوات صرف خاصة بمياه الأمطار، معربا عن استيائه من أن الجهات المعنية لم تأخذ بعين الاعتبار أن الأحياء المتضررة شهدت المأساة نفسها السنة الماضية. وأكدت مصادر مقربة أن التساقطات المطرية لم تستمر إلا دقائق معدودة لكنها أغرقت المدينة وجعلت جل الأحياء والشوارع تسبح تحت الماء، مضيفة أن هطول الأمطار تسبب في اضطراب حركة المرور بين كلميم وسيدي إفني على مستوى المدخل الغربي لمدينة كلميم . وأفادت المصادر ذاتها بأن ارتفاع منسوب وادي «ايماون» المحاذي لحي المسيرة بمدينة بويزكارن، أسفر عن توقف حركة السير في الطريق الرابطة بين مدينة بويزكارن وتغجيجت، مؤكدة على استئناف حركة السير بعد ساعتين من التوقف الاضطراري. وفي سياق متصل، أوضحت المصادر ذاتها أن تجمع المياه أدى الى عرقلة السير باتجاه الجماعة القروية أباينو وإقليم سيدي افني، مشيرة إلى أن السيارات صغيرة الحجم لم تتمكن من العبور، مضيفة أن الجهات المعنية تدخلت وقامت بإفراغ المياه، الأمر الذي أعاد حركة السير إلى طبيعتها. وأشارت مصادر متطابقة الى أن هذا المشهد أثار هلع الساكنة وأعادها إلى أحداث الفيضانات التي شهدها جنوب المملكة وبالضبط بوابة الصحراء العام الماضي، عقب الأمطار الاستثنائية غير المسبوقة التي عرفتها المنطقة، معربين عن تخوفهم من تساقط الأمطار في الموسم الحالي. وتجدر الاشارة الى أن الساكنة عانت من العزلة عن العالم الخارجي جراء الفيضانات التي اكتسحت المنطقة في موسم الشتاء الماضي، كما حاصرت الفيضانات والسيول منطقة كلميم. وأضحى الولوج إليها برا أمرا صعبا، بالإضافة إلى أن الاتصال كان منعدما مع السكان المنكوبين بسبب انقطاع شبكتي الكهرباء والاتصالات، لتعيش على إثرها منطقة كلميم عزلة دامت ثلاثة أيام.