تعرف سكان طنجة، أول أمس الاثنين، على رؤساء مقاطعاتهم الأربعة، بشكل رسمي، حيث لم تعرف عملية انتخاب الرؤساء أي مفاجأة، وآلت كلها لصالح العدالة والتنمية الحاصل على الأغلبية المطلقة في جميع المجالس، غير أن لوائح المكاتب عرفت ضم نواب من الاتحاد الدستوري ومن المستقلين، فيما أُبعد حزب التجمع الوطني للأحرار عن التسيير كما هو شأن الأصالة والمعاصرة. وبمقر الجماعة الحضرية لطنجة، جرى انتخاب أحمد الغرابي رئيسا جديدا لمقاطعة السواني، بتصويت 35 مستشارا لصالحه وامتناع 4 منتمين للأصالة والمعاصرة عن التصويت، وكان كل نواب العمدة المشكلين للمكتب المسير للمجلس من حزب العدالة والتنمية، ما عدا النائب الرابع المنتمي لحزب الاتحاد الدستوري. وبمقاطعة بني مكادة كانت المفاجأة هي حصول مرشح حزب العدالة والتنمية للرئاسة، محمد خيي، على مائة في المائة من أصوات الحاضرين، إذ صوت له 44 مستشارا بمن فيهم المنتمون إلى حزبي الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار، فيما عرفت لائحة المكتب ذهاب مقعد النائب السادس للاتحاد الدستوري. أما بمقاطعة طنجةالمدينة، فقد انتخب محمد أفقير عن حزب العدالة والتنمية رئيسا جديدا، ب31 صوتا من أصل 37، في جلسة تميزت بغياب الرئيس السابق يونس الشرقاوي، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، والذي خرج خالي الوفاض من تشكيل جميع المجالس المنتخبة، وقد عرفت تشكيلة المكتب انضمام مستشار من الاتحاد الدستوري في الرتبة الخامسة إلى لائحة نواب الرئيس. وجرى انتخاب محمد بوزيدان، بأغلبية 34 صوتا وامتناع 5، رئيسا لمقاطعة مغوغة، خلفا لعبد العزيز بن عزوز، هذا الأخير وإن فشل في الحفاظ عن منصبه خلال الانتخابات الأخيرة، إلا أن لائحته التي ارتدت ثوب «المستقلين»، وجدت لها موطئ قدم في تشكيلة المكتب، حيث ذهبت النيابة السادسة لوكيلة اللائحة النسائية المستقلة. وأظهرت نتائج مكاتب المقاطعات الأربع لطنجة، أن الخاسر الأكبر كان هو حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي فقد المقاطعتين اللتين كان يرأسهما، كما لم يشرك في تشكيل أي مكتب مقاطعة، وقبلها، أبعد عن تشكيل مكتب الجماعة الحضرية، ردا من حزب العدالة والتنمية على تصويت منسقه الجهوي وأعضاء حزبه لصالح إلياس العماري خلال انتخابات مجلس الجهة. ورغم ذلك، بدا حزب العدالة والتنمية مصرا على إبعاد تهمة «إقصاء المعارضة» عن نفسه، وهو ما ظهر مثلا في كلمة أحمد الغراب رئيس مقاطعة السواني، الذي قال إنه «رئيس لكل مكونات المجلس»، وإن بابه مفتوح لجميع المستشارين والمواطنين، معتبرا أن التغلب على تحديات المقاطعات، وخاصة البنى التحتية والإنارة والنظافة يتطلب تضافر جهود الجميع.