عاش مئات الحجاج المغاربة، أول أمس الأحد، بمكةالمكرمة، معاناة جديدة، بعد أن ظلوا لما يربو عن 24 ساعة ينتظرون في العراء بلا ماء ولا أكل، حافلات تقلهم إلى المدينةالمنورة، فيما تضاعفت معاناة بعضهم في ظل انقطاع أخبار ذويهم وأقاربهم عنهم، بعد التدافع الذي عرفته منى وأدى إلى وفاة 796 حاجا من بينهم 3 حجاج مغاربة. وحسب مصادر من أسر الحجاج، تحدثت ل«المساء»، فقد عاش مئات الحجاج المغاربة، من ضمنهم شيوخ ونساء وآخرون ينتظرون أخبارا عن ذويهم المفقودين، ساعات عصيبة، بعد أن وجدوا أنفسهم في العراء بلا ماء ولا أكل ولا مرحاض، من الساعة التاسعة من صباح أول أمس الأحد إلى حدود العاشرة من صباح أمس الاثنين، دون أن يظهر في الأفق أي حل لمعاناتهم جراء عدم وفاء وكالة الأسفار والمطوف بالتزاماتهما، وتوفير وسيلة لنقلهم من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة. ووفق مصادرنا، فإن أوضاع الحجاج المغاربة ستتعقد أكثر بعد أن وجدوا أنفسهم محاصرين وغير قادرين على إيجاد حل لمشكلتهم، إثر إجبارهم من قبل مسؤولي الفندق على المغادرة وتجريدهم من عربات الأمتعة، وكذا منعهم من التحرك في اتجاه الحرم المكي من قبل السلطات السعودية، مشيرة إلى أن معاناة الحجاج تضاعفت خلال الليل حيث سادت ظروف مناخية قاسية بسبب البرد القارس. وفي الوقت الذي لم تفلح الاتصالات التي أجراها الحجاج المتضررون بالبعثة المغربية في تقديم أي دعم أو مساعدة لهم أو إيجاد أي حل لمشكلتهم، ووجهوا من قبل المسؤولين السعوديين وخاصة وزارة الحج بجواب واحد هو: «الصبر الجميل». بالمقابل، عمد الحجاج المتضررون إلى التقدم بشكاية لدى السلطات السعودية المختصة بعد أن أخل المطوف السعودي بالتزاماته معهم، فيما ينتظر بعد عودتهم التقدم بشكاية مماثلة لدى السلطات المغربية ضد وكالة الأسفار التي أدوا لها ما يربو عن 70 ألف درهم. وحسب مصادر من أسر الحجاج، فإن «طريقة تعامل السلطات السعودية مع ضيوف الرحمان غير لائقة»، مشيرين إلى أن ذوي الحجاج المغاربة المفقودين عانوا الأمرين في ظل غياب أي معطيات عنهم.