اضطرت المديرية العامة للأمن الوطني إلى بعث لجنة خاصة إلى ولاية أمن طنجة للبحث في قضية الاحتجاج غير المسبوق الذي نظمه العشرات من عناصر الأمن المكلفين بتأمين الزيارات الملكية، ليلة عيد الأضحى، أمام مبنى ولاية الأمن، والذين رفعوا خلاله شعارات قوية ضد المدير العام عبد اللطيف الحموشي. وحسب مصدر مطلع، فإن اللجنة التي حلت بطنجة يوم الجمعة الماضي، أي يوما واحدا بعد عيد الأضحى، مكلفة بالبحث في أسباب تصاعد هذه الاحتجاجات و»الأسباب المباشرة» لاندلاعها، من أجل الخروج بتقرير حولها سيرفع للحموشي، خاصة أنها، حسب المصدر نفسه، أتت في توقيت «حساس». وكان العشرات من الأمنيين، الذين رافقوا الزيارة الملكية الأخيرة إلى طنجة، قد تجمهروا أمام مدخل ولاية أمن طنجة قاطعين الطريق، ومرددين هتافات تطالب الحموشي بالرحيل، وتتهمه بإهانة عناصر الأمن، بعدما «فوجئوا» بعدم توقيعه على أمر الخروج الذي يسمح لهم بالعودة إلى مدنهم للاحتفال بعيد الأضحى رفقة أسرهم. وكان الأمنيون المحتجون قد أحضروا حقائبهم في انتظار الحافلات التي ستقلهم، بعدما غادر الملك محمد السادس إلى الرباط حيث احتفل بعيد الأضحى، لكن الإدارة العامة أخبرتهم بضرورة بقائهم بطنجة، تحسبا لعودة الملك المرتقبة، ما دفعهم للدخول في احتجاج «غير مسبوق»، هوجم فيه الحموشي بشكل «عنيف». وشهد الاحتجاج فترات من التوتر، نظرا لقطع الأمنيين المحتجين للطريق، وعاينت «المساء» قيام بعض الأمنيين المرتدين للزي المدني بمنع شخص من المرور بسيارته وإشباعه كلاما مهينا، وتهديده بالاعتداء عليه، قبل أن يقوم أحد المحتجين بصب علبة عصير عليه، وإجباره على تغيير مساره.