صرح السفير الأمريكي في الرباط، مساء أول أمس الخميس، للصحافيين بأن الإدارة الأمريكية ستضيف إلى الدعم المالي المخصص للمغرب دعما آخر غير مالي يكتسي طابعا تقنيا لنقل الخبرات في مجال ممارسة الأعمال التجارية. وأضاف صامويل كابلان، عقب لقائه بعدد من رجال ونساء الأعمال في مقر الاتحاد العام لمقاولات المغرب في الدارالبيضاء، أن التعاون الاقتصادي بين الرباطوواشنطن يواجه تحديات ترتبط أساسا بالاختلافات القائمة بين اقتصاديهما، بحكم أن الاقتصاد الأمريكي اقتصاد ضخم ونظيره المغربي صغير، وبالتالي فالخبرات الاقتصادية التي تصلح هناك لا يصلح بالضرورة نقلها إلى النسيج الاقتصادي المغربي. وأضاف كابلان، الذي لم يستقبله بعد الملك لتسلم أوراق اعتماده سفيرا في المغرب، رغم حلوله في الصيف المنصرم، أن اللقاء مع أعضاء في الاتحاد العام لمقاولات المغرب يندرج ضمن التحضيرات الجارية التي تقوم بها واشنطن لعقد أول قمة اقتصادية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول العالم الإسلامي في بداية سنة 2010، مضيفا أن الإدارة الأمريكية تريد معرفة الأفكار والانشغالات لدى صناع القرار الاقتصادي وغير الاقتصادي إزاء هذه القمة، والتي ستبحث سبل إقامة شراكات اقتصادية بين الطرفين، وذلك في إطار سياسة واشنطن لتحسين علاقاتها مع العالم الإسلامي بعد التوتر والتراجع الذي عرفته إبان ولاية الرئيس السابق جورج بوش. وحسب السفير، فإن واشنطن ستستقبل بعض المقاولين المغاربة الشباب في الولاياتالمتحدةالأمريكية، للوقوف عن كثب على كيفية إدارة الأعمال الاقتصادية على الطريقة الأمريكية، مضيفا أن المطلوب هو نقل الخبرات الاقتصادية الأمريكية بطريقة تتناسب وخصوصية الاقتصاد المغربي، الذي تغلب على نسيجه المقاولات الصغيرة والمتوسطة، والتي لا يصلح لها النموذج الذي تسير عليه المقاولات الأمريكية الضخمة. وحول الأولويات التي عبر عنها رؤساء المقاولات المغربية والمؤسسات التعليمية الذين التقاهم مساء أول أمس، في غياب رئيس الاتحاد العام للمقاولات محمد حوراني، بسبب حضوره جنازة الراحل عبد الهادي بوطالب في الرباط، قال كابلان إن رجال ونساء الأعمال المغاربة تساءلوا حول كيفية الحصول على رساميل من السوق الأمريكي لبدء المشاريع الاقتصادية، داعين إلى مراجعة النظام الجبائي الأمريكي في اتجاه التبسيط، كما تساءلوا حول الدعم الذي يقدم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، كما طرحت خلال اللقاء السبل الكفيلة بتعليم المغاربة كيف يصبحوا مقاولين ناجحين. يشار إلى أنه من بين الحاضرين للاجتماع مع السفير الأمريكي هناك عادل الدويري، وزير السياحة السابق، ومدير شركة الاستثمار «موطانديس»، ومحمد المنجرة، المدير العام لشركة «ميدتيل»، ورشيد المرابط، مدير المدرسة العليا للتجارة والتسيير بالدارالبيضاء، ودافيد طوليدانو، رئيس جامعة صناعات مواد البناء، ومحمد تامر، الرئيس السابق للجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة...