وضع محمد العربي بلقايد، العمدة الجديد لمدينة مراكش وضع حد لعضوية أي منتخب متابع أمام القضاء بتهمة الفساد ونهب المال العام داخل المكتب المسير للمجلس الجماعي للمدينة الحمراء. ووسط انتظار المئات من المراكشيين الذين حضروا إلى مقر بلدية مراكش صباح أول أمس الثلاثاء، أعلن محمد العربي بلقايد، عمدة مراكش الجديد عن أسماء نوابه، ليفجر مفاجأة من العيار الثقيل لم يتوقعها أي أحد من الحاضرين أو المنتخبين سواء المنتمين للأغلبية أو المعارضة. وعلمت «المساء» أن عبد العزيز البنين القيادي البارز في حزب «الأحرار» رفض العضوية داخل المكتب لأسباب خاصة، ودفع بعض الوجوه الجيدة والقديمة من أجل تمثيل حزب «الحمامة» داخل المكتب المسير. ففي الوقت، الذي كان ينتظر الجميع الإعلان عن تعيين عبد العزيز البنين، الكاتب الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار، نائبا أولا لرئيس المجلس الجماعي لمراكش، والذي كان يعول على منحه تفويضا خاصا بالتعمير إضافة إلى النيابة الأولى للعمدة، أعلن البرلماني، والقيادي البارز في حزب العدالة والتنمية، عن تعيين يونس بنسليمان، المحامي، والوجه البارز داخل حزب «الصباح» نائبا أولا له، قبل أن يقترح جعل عبد السلام السي كوري، الكاتب الجهوي لحزب «البيجيدي» نائبا ثانيا له، في حين وضع محمد توفلا، الكاتب الإقليمي لحزب «المصباح» نائبا ثالثا له. مفاجآت محمد العربي بلقايد، أحد المقربين من عبد الإله ابن كيران، نظرا للعلاقة التي كانت تربط بينهما منذ تأسيس الجماعة الإسلامية، لم تقف عند هذا الحد بل استمرت بعد أن تم الإعلان عن تعيين أحمد المتصدق، الأستاذ الجامعي المتخصص في الفيزياء النووية والبرلماني عن حزب «المصباح» نائبا رابعا له، بينما أسند مهمة النائب الخامس لحسن المنادي، عن حزب الحركة الشعبية، قبل أن يمنح النيابة السادسة لخديجة الفضي، مرشحة اللائحة النسائية بمقاطعة المدينة عن حزب «البيجيدي». المحامي، عبد الرزاق جبور، كانت له حظوة داخل المكتب المسير للمدينة الحمراء بعد أن أسندت له مهمة النائب السابعة، تلته أمال بنصالح، عن حزب «المصباح»، في حين منحت النيابة التاسعة والعاشرة للتجمعيين عواطف البردعي، وجمال العكرود على التوالي. وفي الوقت الذي تلقى محمد العربي بلقايد تهنئة من عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب «المصباح»، أكد له خلالها على ضرورة مواصلة المسار الإصلاحي والتنموي، الذي بدأته الحكومة على مستوى ربوع المملكة، والقطع مع التسيب والفساد، الذي طبع عددا من المجالات والقطاعات، إضافة إلى ممارسة سياسة القرب وتلبية حاجيات المواطنين. هذا، واعتبرت كلمة محمد العربي بلقايد، التي ألقاها فور توليه منصب عمدة مراكش رسالة موجهة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، وباقي الخصوم السياسيين، حيث قال «تحية خاصة للمواطنين والمواطنات، الذين توجهوا إلى صناديق الاقتراع، ووجهوا رسالة خاصة لمن يريدون إدارة مدينتهم»، مضيفا «نحن نقول لهم إننا عازمون بقوة وإرادة على العمل باجتهاد لتلبية حاجياتكم، وأن نكون عند حسن ظنكم، والسعي للجواب على الرسالة القوية، التي وجهتموها لنا». وفي حضور كل من العمدة السابقة فاطمة الزهراء المنصوري، ونوابها الاستقلالي عبد اللطيف أبدوح، والدستوري عبد المجيد الدمناتي، ومحمد نكيل، الذين امتنعوا عن التصويت على بلقايد عمدة لمراكش، قال الأخير «سنتعاون ونكثف الجهود لإنجاح المرحلة بجدية ومصداقية وشفافية، وسندير إدارة المؤسسة المنتخبة بشكل يريده المواطن». وقد كان لافتا غياب عدد من الوجوه البارزة عن جلسة التصويت على عمدة مراكش الذي حاز 61 صوتا مقابل 13 ممتنعا أغلبهم من حزب «البام». ومن بين الغائبين، زكية المريني، رئيسة الكتابة الجهوية لحزب «التراكتور»، وعدنان بنعبد الله، الرئيس السابق لمقاطعة المنارة، والبرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، والشقيقان حميد ومصطفى الشهواني، ونجيب رفوش (ولد العروسية)، وكيل لائحة حزب الاتحاد الاشتراكي المدينة، وعبد العزيز مروان، النائب السابق لرئيسة المجلس الجماعي، والبامي، عبد الله الأمكاري، خبيبة كرشال، والتجمعي محمد الحر.