ذكر تقرير جديد أعدته الأكاديمية العسكرية الأمريكية في منطقة ويست بوينت أن معظم ضحايا هجمات تنظيم القاعدة هم من المسلمين الذين يعيشون في البلدان الإسلامية. وقالت صحيفة ال«ناشنال بوست» الكندية أن هذه الدراسة، التي أعدها مركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية، استنادا إلى مصادر وسائل الإعلام العربية تفاديا لأي اتهامات بالانحياز للغرب، استنتجت أن 85 ٪ من الضحايا في جميع هجمات تنظيم القاعدة في الفترة ما بين 2004-2008 كانوا مسلمين، بالمقارنة مع 15 ٪ من الضحايا الغربيين فقط. ويذكر التقرير الأمريكي أن هذا الاستنتاج يتأكد عند النظر في نتائج نهاية الفترة التي شملتها الدراسة. ففي الفترة ما بين 2006-2008، يذكر التقرير أن 96 ٪ من الضحايا هم من سكان الدول ذات الأغلبية المسلمة، في حين أن 2 ٪ من الضحايا هم من الغربيين. وتضيف الدراسة أنه «خلال هذه الفترة، فإن أي شخص من أصل غير غربي هو أكثر عرضة للموت على يد هجمات تنظيم القاعدة من أي فرد غربي ب54 مرة». ورغم هذه الاستنتاجات التي توصل إليها التقرير الأمريكي، يصر قياديو تنظيم القاعدة على أنهم يستهدفون الغربيين بشكل رئيسي وأن مقتل مسلمين في عملياتهم هي أخطاء غير مقصودة. وقال أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في رده على اتهام بقتل مسلمين أبرياء على منتدى إليكتروني عام 2007 «نحن لم نقتل الأبرياء، لا في بغداد ولا في المغرب ولا في الجزائر، ولا في أي مكان آخر». وأضاف «إذا كان هناك أي أبرياء قتلوا في عمليات المجاهدين، فإنه إما أن يكون نتيجة لخطأ غير مقصود أو بدافع الضرورة». ويخلص تقرير أكاديمية وست بوينت إلى أن هجمات القاعدة تتنامى بشكل أكثر عنفا وأكثر عشوائية. ويقول التقرير إن «القاعدة تسوق نفسها على أنها نخبة من المجتمعات المسلمة، ملتزمة بالدفاع عن القيم الإسلامية والدفاع عن الشعب المسلم ضد القوات الغربية، ولكن سلوكها يمثل موقفا عنيفا تجاه حياة هؤلاء الناس الذين تدعي حمايتهم». وتضيف الدراسة انه في خارج مناطق الاقتتال في أفغانستان والعراق، كان 99٪ من ضحايا هجمات القاعدة أناسا غير غربيين في عام 2007 في حين كان 96٪ من الضحايا من غير الغربيين في عام 2008. ونظرا إلى أن الدراسة تعتمد على مصادر إعلامية عربية، فإنه من المتوقع أن تقوم الأكاديمية في وست بوينت باستخدام تقريرها كأداة قوية للدعاية في محاولة للولايات المتحدة لتشويه صورة القاعدة دوليا. وتشير الصحيفة الكندية إلى أن هذه الدراسة تضرب الإسلاميين المتشددين في ما يعتبرونه نقطة ضعف قوية. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، وبعد ساعات فقط من إطلاق التقرير، هرعت القاعدة إلى نشر شريط فيديو ينكرون فيه تورطهم في سلسلة من الهجمات التي وقعت في باكستان والتي قتل فيها المئات من المدنيين. وظهر آدم جادان، وهو عضو أمريكي في تنظيم القاعدة يطلق على نفسه اسم عزام، في شريط فيديو من 17 دقيقة بث على مواقع الانترنت، عنوانه «المجاهدون لا يستهدفون المسلمين»، وهو يسعى إلى تعزيز سمعة التنظيم من خلال إلقاء اللوم في تفجيرات باكستان على القوات الأمريكية وأجهزة الاستخبارات الباكستانية. وأضاف المتحدث باسم القاعدة «أن المجاهدين يعلنون أنهم أبرياء من هذه الهجمات، ويعدون هذه الهجمات جزءا من حملة دولية مرتبة ومخطط لها من قبل القوى السياسية العلمانية». كما قدم تعازيه إلى أسر الأبرياء الذين قتلوا في هجمات وتوجه باللائمة إلى وسائل الإعلام لمحاولتها توريط تنظيم القاعدة في سقوط قتلى بين المسلمين. وختم رسالته قائلا «إن المجاهدين قد أدانوا ويواصلون إدانة كل الهجمات التي تقتل وتجرح المسلمين الأبرياء».