طريقة جديدة للاحتجاج ابتكرها الطلبة الأطباء يوم الجمعة المنصرم أمام كلية الطب وطب الأسنان بالدار البيضاء، فقد عبروا عن احتجاجهم من خلال بيع المناديل الورقية والصحف وقنينات الماء وغسل السيارات، وهم يلبسون الوزرات البيضاء الخاصة بالعمل في المستشفيات، تعبيرا عن رفضهم لمشروع «الخدمة الإجبارية» الذي تقدمت به وزارة الصحة. رفض خريجي وطلبة كليات الطب المغاربة لمسودة مشروع القانون الجديد ينطلق من كونها «تلاعبا بالمصير المهني»، حيث تساءل المحتجون: «لماذا سيتم إجبار الأطباء الخريجين على الاشتغال بالوظيفة العمومية دون غيرهم من خريجي المدارس العليا؟»، و»ما الذي يميز الطالب الطبيب مقارنة بأقرانه ليتم إجباره على الاشتغال وفق قانون الخدمة الإجبارية دون غيره». وزير الصحة يرى، من جهته، أن الخدمة الإجبارية للأطباء الجدد أملاها الخصاص الكبير في الأطر الطبية في المناطق النائية، التي يرفض الأطباء عادة الاشتغال فيها؛ مشيرا إلى أن هذه الخدمة ستكون على شاكلة الخدمة العسكرية الإجبارية، إذ سيشتغل كل طبيب، صرفت الدولة على تكوينه، لمدة سنتين في المناطق النائية، بعدهما فقط يصبح بإمكانه الانتقال إلى حيث شاء، خاصة وأن المغرب يعرف سنويا تخرج ثلاثة آلاف ممرض تقريبا وما يناهز 1800 طبيب، الشيء الذي سيساهم في سد العجز في المناطق النائية. للطلبة الأطباء أعذارهم، التي نتفهمها، ولوزارة الصحة، كذلك، أعذارها، التي يجب أن يتفهمها الأطباء، لكن ما يجب أن يعيه الجميع هو أن الصحة قطاع نبيل والواجب المقدم فيها يجب أن يحركه الضمير قبل كل شيء، فالأطباء هم أيادي الرحمة التي يجب أن تستجيب لنداء الواجب في أي مكان، ووزير الصحة هو راعي هذه الأيادي من خلال توفير الظروف المواتية للعمل، عبر تجهيز المستشفيات وبنيات الاستقبال وتقديم التعويضات المناسبة. بهذا الوعي سنسير إلى الأمام، وليس بأسلوب «العصا في الرويضة» الذي سيجعلنا نتأخر أكثر فأكثر..