لم تمضِ ساعات عن إعلان وزير الصحة، الحسين الوردي، إقدامه على إقرار الخدمة الإجبارية لمهنيي الصحة في المناطق النائية لمدة عامَين، وفق مشروع قانون جديد، حتى بدأت الانتقادات تتقاطر من لدن الممرضين والأطباء، طلبة خريجين جُدُد، والذين يستنفرون مجالسهم الطلابية داخل كليات الطب والصيدلة وهيئاتهم النقابية، للاحتجاج على القرار وتنظيم ما أسموه "حملة احتجاجية لم يسبق أن رآها الوزير مند فجر الاستقلال". وكان الوري قد أعلن أمس الخميس، خلال جلسة برلمانية حضرها ، عن وضع وزارته للمساتها الأخيرة على مسودة مشروع قانون يُقرّ الخدمة الإجبارية لمهنيي الصحة الجُدُد من الأطباء والممرضين، لمدة سنتين في قرى ومناطق المغرب الهشّة تفادياً للخصاص المهول ولأجل تحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة في هذه المناطق، و"تماشيا أيضا مع الخدمة العسكرية الإجبارية المعمول بها سابقا". جواد فراج، رئيس جمعية "تحالف خريجي وطلبة كليات الطب بالمغرب"، تأسف ل"عدم إشراك الوزير للطلبة والخريجين في مناقشة هذا القرار"، مضيفا "السيد الوزير يرانا كُوبَايْ يجرب فيه قراراته و كأن الأمر يتعلق بمصيره المهني وحياته الخاصة وليس مصيرنا"، نافيا أن يكون هناك تواصل مستقبلي في هذا الشأن "فقد سبق ووعد باستقبالنا وأمام نواب الأمة وشاشات التلفزة ولم ينفد وعده.. لا أظنه يفعل ذلك نظرا لعقليته الديكتاتورية والتي تختلف عن توجه التقدمي الاشتراكي". ويبرر جواد، ضمن تصريح لهسبريس، رفض خريجي وطلبة كليات الطب المغاربة لمسودة مشروع القانون كونه " تلاعبا بالمصير المهني"، متسائلا "لماذا سيتم إجبار الأطباء الخريجين على الاشتغال بالوظيفة العمومية دون غيرهم من خريجي المدارس العليا؟"، مضيفا في تساؤل آخر "السؤال الذي نطرحه ما الذي يميز الطالب الطبيب المهمش والمظلوم مقارنة بأقرانه ليتم إجباره على الاشتغال وفق قانون الخدمة الإجبارية دون غيره". ويحدد المتحدث السبب الرئيسي في هذا الرفض "كوننا كطلبة أطباء نقضي 4 سنوات خدمة إجبارية بالمستشفيات الجامعية خلال تداريبنا الاستشفائية، وعند نهايتها يتم إلزامنا بسنة كاملة خدمة إجبارية في مستعجلات المستشفيات وفي المراكز الصحية"، موردا أنتلك الفترة يلجأ فيها الأطباء الخريجون إلى "خدمة المريض وفقا لما تطلبه وزارة الصحة وبتعويض هزيل لا يكفي لسومة الكراء و الذي يقدر بحوالي 900 درهم في الشهر.. ألا يكفيه أن نتخرج من كليات الطب ونحن شيوخ !؟". "المشروع يتحدث عن قضاء وقت معين في الاماكن الهشة خدمة للقطاع، لماذا ترفضون هذا؟"، سؤال وجهته هسبريس للمسؤول في الجمعية الذي رد قائلا: "رفضنا للمشروع من تخصيصه فئة الخريجين الأطباء الجدد دون غيرهم، ونقول مرحبا بخدمة الشعب لكن كخيريجين لجميع المعاهد والكليات"، مطالبا الوزير الوردي بأن يشمل قراره جميع الأطباء ممن هم على قيد الحياة "بمن فيهم هو، فهو كذلك استفاد من تكوين الكليات العمومية". ودعا جواد فراج وزير الصحة إلى لقاء بممثلي الطلبة في الجمعيات ومجالس الكليات، "نتمنى أن لا يستمر في الرفض كعادته"، مضيفا أن المجالس الطلابية ستعلن قريبا عن اجتمعاتها العامة "حيث ستتقرر خطواتنا النضالية كطلبة وكخريجين"، فيما توعد الوردي بما وصفه "حملة احتجاجية لم يسبق أن رآها في طلبته مند فجر الاستقلال إن استمر في التلاعب بمستقبلنا"، بما فيها "كل الأساليب الاحتجاجية، سياسية كانت أم نضالية محضة"، على حد تعبيره.