قاد تحديد مصدر مكالمة هاتفية من شخص مجهول إلى اعتقال عصابة مكونة من ثلاثة أشخاص مختصة في ابتزاز أسر المهاجرين المغاربة عن طريق التهديد بتوريط أفراد أسرهم في ملفات لها علاقة بالاتجار الدولي في المخدرات، وطلب مبالغ مالية كبيرة مقابل التراجع عن ذلك. قصة سقوط هذه العصابة في يد مصالح الأمن التابعة لمفوضية الشرطة بسوق الأربعاء، بدأت بعد أن توصلت أسرة مهاجر مغربي مقيم بالخارج باتصال هاتفي طلب فيه أحد الأشخاص مبلغا ماليا يصل إلى 10 ملايين سنتيم مقابل تغاضيه عن ذكر اسم المهاجر في ملف لا يزال معروضا أمام القضاء ويتعلق بالاتجار في المخدرات. لهجة الوعيد والتهديد الذي حملته المكالمة جعلت الأسرة تعيش جوا من القلق والحيرة قبل أن تحسم الأمر، وتقرر التقدم بشكاية إلى مصالح الأمن بمفوضية سوق الأربعاء التي عمدت إلى أخذ الرقم الهاتفي الذي تم من خلاله إجراء المكالمة من أجل تحديد مصدرها. مفاجأة عناصر الشرطة القضائية ستكون كبيرة بعد أن تبين أن المكالمة تم إجراؤها من داخل السجن المحلي بسوق الأربعاء الغرب، لتطلب من أسرة المهاجر إظهار نوع من المرونة في التعامل مع صاحبها، وتحديد موعد ومكان من أجل تسليم الفدية. مباشرة بعد ذلك عمد رجال الأمن إلى إحضار المبلغ المطلوب دفعه، وتم نسخ بعض الأوراق المالية منه، قبل السماح لأحد أفراد عائلة المهاجر المعني بالذهاب إلى المكان الذي تم تحديده من أجل تسليم المال. بعد لحظات من الموعد سيظهر شخصان سيتقدمان إلى حيث يوجد الضحية حاملا معه المال، غير أنهما سيكتشفان أن المكان ملغم بعناصر الأمن التي عملت على اعتقالهما وإخضاعهما للتحقيق ليعترفا بأن الرأس المدبر لهذه العمليات يقبع بالسجن المحلي بعد أن تمت إدانته في وقت سابق بعشر سنوات سجنا على خلفية ملف له علاقة بالاتجار الدولي في المخدرات، كما أن له عددا من الملفات الرائجة أمام القضاء في انتظار البت فيها. وتواصل مصالح الأمن التحقيق مع المتهمين الثلاثة من أجل التعرف على العدد الحقيقي لضحايا العصابة وكذا الطريقة التي تمكن بها زعيم العصابة من الحصول على الهاتف النقال الذي استغله من أجل إجراء المكالمات.