عاش عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، والذي يترأس الحكومة، فترة عصيبة، مساء أول أمس الاثنين، بتازة، حيث واجه شعارات من طرف ما يقرب من 120 شخصا طالبوه ب«الرحيل»، وعرقلوا تجمعا جماهيريا كان من المقرر أن يترأسه في إطار تجمعات قررها حزب العدالة والتنمية للتعريف ببرنامجه الانتخابي استعدادا لاستحقاقات 4 شتنبر القادم. واتهم حزب العدالة والتنمية كلا من حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة بالوقوف وراء محاولات نسف هذا التجمع الخطابي، وقال إن الحزبين حاولا تسخير من أسماهم ب«البلطجية» لإفشال هذا التجمع. وواجه المحتجون بنكيران بشعارات قوية من قبيل تازة حرة حرة… بنكيران يطلع برة»، «ما دار والو.. ما دار والو.. بنكيران يمشي بحالو»، «إرحل.. إرحل»، ولم تترك هذه الشعارات فرصة للأمين العام لحزب العدالة والتنمية لإتمام تجمعه الخطابي بساحة 20 غشت. وحاول أعضاء اللجنة المكلفة بالتنظيم الاستعانة بفقرات غنائية لتهدئة الوضع، وإتمام برنامج التجمع، لكن إصرار المحتجين أجبر حزب العدالة والتنمية على توقيف فعاليات المهرجان. ووجد رئيس الحكومة صعوبة في مغادرة الساحة، قبل أن يتدخل رجال الأمن لفسح المجال أمام سيارته لمغادرة المكان. ودعا عبد الإله بنكيران سكان المدينة إلى «إجادة تصويب السهم»، في إشارة إلى حسن الاختيار إبان التصويت في الانتخابات القادمة. وقال مخاطبا إياهم:»أمامكم فرصة تاريخية لكي تحددوا بأنفسكم من يمثل الشعب»، مردفا «هل هو حزب العدالة والتنمية الذي أثبت خلال أربع سنوات من قيادته للحكومة صدق خطابه ونجاعة برامجه وحبه لهذا الوطن، أم هم المفسدون والمعارضة التي أثبتت فشلها الذريع والتي أصبحت تخاف حتى من طرح السؤال». وكانت مدينة تازة قد سبق لها أن شهدت احتجاجات، على خلفية مطالب اجتماعية، عرفت ب»أحداث حي الكوشة»، مما أسفر عن أضرار بممتلكات عمومية وخاصة، ومواجهات مع القوات العمومية، أفضت إلى اعتقال عشرات الشبان في المدينة. وتكونت لجنة برلمانية لمتابعة مشاريع لتأهيل المدينة، ووعدت الحكومة بإطلاق برنامج استثنائي للغرض ذاته، لكن هذه المشاريع لم تخرج بعد إلى حيز الوجود.