لم يكن بنكيران ينتظر أن يقضي أوقاتا عصيبة بحديقة ساحة 20غشت بتازة خلال مهرجانه الخطابي الذي يدخل في إطار الحملة الانتخابية، إذ حجت جماهير كثيرة ليس للاستماع إلى رئيس الحكومة ولكن لمطالبته بالرحيل عن تازة كما حدث وقاطعوا خطابه بشعارات أفقدته تركيزه وصوابه ليظل صامتا للحظات يستجمع أفكاره وتهدأ أعصابه بعدما دخل في صراع لفظي، ناعتا مشوشيه بالبلطجة والمسخرين بالمال من قبل المفسدين. ولم تنفع تدخلات اللجنة التنظيمية في تهدئة الوضع ،إذ دخل مرشحون وأعضاء بالمجلس البلدي في سجالات مع المحتجين الذين لم يتوانوا في رفع شعارات مثل «تازة حرة حرة وبنكيران يطلع برا وشعار ومادار والوا مادار والو بنكيران يمشي بحالو»، نكاية فيه وفي الوعود التي قدمها لبرلمانيي تازة على خلفية أحداث الكوشة، متناسيا أن ذاكرة التازيين غير مثقوبة. وأمام كثرة الاحتجاجات والشعارات وكلمته المتقطعة بصفير الاستهجان، لم يجد وسيلة سوى الانسحاب ومغادرة المنصة تحت وابل الاحتجاجات حيث شَيَّعه المحتجون إلى سيارة المرسيديس إس 600 التي ضُرِب عليها طوق أمني كبير وهو في حالة نفسية منهارة والغضب باد على محياه، نتيجة هذا الاستفتاء الشعبي بتازة الرافض لسياسة العدالة والتنمية الحكومية ولخطابات رئيسها المستفزة فأشهروا في وجهه البطاقة الحمراء ، نتيجة أخطائه المتعمدة والمقصودة في تدبير الشأن العام الوطني وفي وجه أعضائه بالجماعة الحضرية لتازة التي تحالفوا فيها مع الحركة الشعبية لولايتين دون أن يترجم هذا التحالف أدنى شيء على أرض الواقع.