خرجت جموع من ساكنة سيدي إفني، ليلة أول أمس الخميس لاستقبال المحرر ما قبل الأخير زين العابدين الراضي، الملقب ب«الجزائري» بعد أن قضى سنة ونصفا وراء القضبان بسجن إنزكان، على خلفية اعتقاله إبان أحداث السبت الأسود التي عرفتها منطقة إفني آيت باعمران. وتكررت مشاهد الفرحة بالإفراج وعمت البهجة قلوب المئات من المستقبلين من النساء والشباب والأطفال، حيث انطلقت مسيرة بالسيارات والدراجات النارية والعادية من مدخل المدينة (كولومينا) وجابت مختلف الشوارع الرئيسية، ومرت على مقربة من مقر العمالة والإقامة العاملية الجديدة، قبل أن تستقر بشارع محمد الخامس الذي شهد فعاليات المهرجان الخطابي بالمدينة، وذلك بعدما اختار المنظمون للاستقبال دخول المحرر الجديد لمنصة الخطابة محمولا على الأكتاف، كما رفعت الشعارات المنددة بالأحداث التي عرفتها المنطقة وتعالت الزغاريد والهتافات المؤيدة للمعتقل «محمد عصام» الذي لا يزال وراء القضبان، كما أجهش «الجزائري» بالبكاء مباشرة بعد رؤيته لابنه الصغير الذي عانقه فترة طويلة، رافعا إشارة النصر، وهي اللقطة التي اجهشت معها العديد من النساء بالبكاء. وفي تصريح ل«المساء» شدد زين العابدين الراضي، على أن الاعتقال شكل بالنسبة إليه «شرفا» ضحى من خلاله رفقة آخرين بحريتهم ومستقبلهم في سبيل تنمية آيت باعمران، وأنه لم يندم على الشهور التي قضاها وراء القضبان، وتأسف عن كون بعض المناضلين «ارتدوا عن مواقفهم، وتخلوا علينا خلال الفترة التي قضيناها داخل السجن»، مضيفا أنه «من غير المعقول ألا يعاقب ولو مسؤول واحد عن أحداث السبت الأسود في الوقت الذي اعتقل الشباب وحوكموا بتهم عديدة»، كما ثمن الراضي في البيان الموقع باسمه، وحصلت «المساء» على نسخة منه، كافة المبادرات العفوية للجماهير البعمرانية التي خرجت لاستقباله بسيدي افني، وعبر عن رفضه لما أسماه ب»التهافت السياسوي الرامي إلى محاولة بعض الأطراف الركوب على حدث الإفراج لأهداف غير نبيلة»، مؤكدا أنه «لم ينسق مع أي من الإطارات المحلية كيفما كان نوعها لاستقباله». يشار إلى أن قضبان السجن المحلي لسجن إنزكان ما زالت تحتفظ بآخر معتقل على ذمة أحداث سيدي إفني، ويتعلق الأمر بمحمد عصام، الذي أدين بسنة ونصف حبسا نافذا، بعد اتهامه بالمساهمة في تكوين عصابة إجرامية والمشاركة في الاعتداء على أحد رجال السلطة. ومن المنتظر أن تشكل على صعيد المدينة لجنة لاستقباله في السابع من يناير المقبل، موعد الإفراج عنه بعد انتهاء محكوميته، كما ينتظر أن تستأنف أشغال محاكمة بقية المتابعين في نفس الأحداث (بعضهم مسؤول بالمجلس البلدي الحالي) في السادس عشر من شهر دجنبر الجاري باستئنافية أكادير.