خرجت جموع غفيرة من ساكنة إفني آيت باعمران لاستقبال المحررين الثلاثة الذين أطلق سراحهم عقب الجلسة الثانية من المحاكمة التي مرت أطوارها صبيحة الخميس المنصرم باستئنافية أكادير، حيث قررت الهيئة القضائية تمتيع كل من عبد الملك الإدريسي وأحمد بوفيم وعبد القادر أطبيب بالسراح المؤقت، وتأجيل النظر في القضية إلى التاسع من أبريل المقبل. وقد تكررت مظاهر الفرح بالمدينة بعد أن خرجت عشية السبت المنصرم جماهير غفيرة من ساكنة المدينة عن بكرة أبيها، واستقبلت المحررين بمدخل المدينة الموجود بحي للامريم، المعروف بحي كولومينا، قبل أن تجوب قافلة طويلة من السيارات عددا من الشوارع الرئيسية للمدينة، أطلقت خلالها الأبواق ورددت الهتافات والشعارات المرحبة، كما أطلقت الزغاريد ورفعت الأعلام الوطنية، واتجهت بشكل جماعي صوب حي بولعلام للمشاركة في فعاليات المهرجان الحاشد الذي نظم على شرف المحررين الثلاثة من سجن إنزكان، حيث ركز الجميع على ضرورة إطلاق بقية المعتقلين دون شروط للمساهمة في تعميق التهدئة بالمدينة، وتأكيد مدى صدقية الدولة في الإشارات الإيجابية التي أطلقتها تجاه الساكنة المحلية منذ الإعلان عن الاستجابة لمطلب العمالة التاريخي. وفي هذا السياق، قال عبد المالك الإدريسي، مستشار جماعي ببلدية إفني مفرج عنه، إن «بقاء معتقل واحد بسجن إنزكان سيظل شوكة في حلق جميع الباعمرانيين، كما سيساهم الإفراج عنهم في تجاوز الأزمة النفسية الخانقة التي تعيشها الساكنة، باعتبار أن مطلبها الأول حاليا يرتبط أساسا بإطلاق سراح المعتقلين حالا وفورا بدون قيد ولا شرط... وهناك من يدفع تضحيات داخل السجن وهناك من يدفع تضحيات أخرى مضاعفة خارجه، والطريق مازالت طويلة ومليئة بالأشواك»، مضيفا في تصريح ل«المساء» بأن «ما وقع صبيحة السبت الأسود فاجعة اهتزت له القارات الخمس، وانسكبت فيه شلالات من الدموع بفعل الحكرة والتهميش والتعذيب والتعنيف الذي نتمنى أن لا يتكرر مرة أخرى بهذه المنطقة، ونشكر المرأة الباعمرانية التي أنجبت أرحامها الطاهرة كل هؤلاء المناضلين المخلصين، الذين ناضلوا من أجل المطالب الخمسة التي أدارت لها الدولة ظهرها لأكثر من 25 سنة، وأثمن عاليا الأخلاق الرفيعة لجميع المعتقلين السياسيين الباعمرانيين الإفناويين المتواجدين بسجن إنزكان الرهيب، كما أشكر الجالية المغربية الباعمرانية والصحافة الحرة على مؤازرتها لملف إفني آيت باعمران». من جهته، أوضح أحمد بوفيم، معتقل آخر محرر، بأن حدث الإفراج «التقطناه بصدر رحب، بالرغم من أنه لا يزال هناك إخوان لنا داخل سجن إنزكان الرهيب»، وأضاف في لقاء مع «المساء» أن فرحه لم يتجاوز درجة النصف، لأن جسده –حسب تعبيره- منقسم إلى نصفين «نصف بسجن إنزكان يتواجد بين إخواني في النضال، والنصف الآخر خارج أسوار السجن»، واستطرد قائلا: «نمد أيدينا لدعاة المصالحة والوحدة والعمل الجاد، ونشكر الساكنة على تضامنها المطلق، وبشكل خاص نثمن عاليا جهود جريدة «المساء» وقناة الجزيرة اللتين ساهمتا في إظهار حقيقة الأحداث الأخيرة بالمنطقة». وفي سياق متصل، أوضحت مصادر مسؤولة من داخل السكرتارية المحلية أنه بدأ التفكير بشكل جدي في حل السكرتارية المحلية، بعد إطلاق سراح كافة المعتقلين، من أجل تبادل أجواء الثقة مع المؤسسات الرسمية، وتمكين الهيئات السياسية والنقابية من دخول غمار التنافس في الاستحقاقات الجماعية المقبلة دون تأثيرات أخرى خارجية.