على غرار ما حدث في مناسبات مماثلة، استقبل العديد من سكان سيدي إفني ليلة أمس معتقلا آخر على ذمة أحداث السبت الأسود، ويتعلق الأمر بزكرياء الريفي، الذي قضى سنة كاملة وراء القضبان بسجن إنزكان، رفقة عدد آخر من زملائه المعتقلين على ذمة نفس القضية، ومباشرة بعد خروجه من السجن في حدود العاشرة من صباح أمس وجد المحرر الجديد في استقباله حشدا من أعضاء الإطارات الجمعوية والنقابية التي جاءت لتهنئته بالخروج، كما نظم المحتشدون وقفة احتجاجية أمام البوابة الرئيسية للسجن، طالبوا خلالها بإطلاق سراح بقية المعتقلين وتبرئة الجميع خلال أطوار المحاكمة الاستئنافية. كما نظمت على شرف المحرر الجديد قافلة بالسيارات انطلقت من مدينة تيزنيت في اتجاه بلدة ميراللفت الشاطئية، قبل أن تحط الرحال بحي للامريم بسيدي إفني، حيث استقبل المفرج عنه مثل سابقيه بالزغاريد والتمر والحليب، قبل أن يصل الجميع إلى حي بولعلام الذي احتضن مهرجانا خطابيا تحدث فيه عدد من الفاعلين المحليين المنضوين تحت لواء اللجنة المحلية لدعم معتقلي وضحايا السبت الأسود، التي تضم في صفوفها 8 هيئات سياسية ونقابية وجمعوية وحقوقية محلية، بالإضافة إلى الفعاليات البعمرانية المستقرة بمدينة العيون. وفي تصريح ل«المساء» أكد زكرياء الريفي أن «النضال الكفاحي هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق المطالب، خاصة أن الملتمسات والرسائل والحوارات التي كانت تنجز طيلة أربعين سنة الماضية، وسائل غير مجدية»، وأضاف قائلا: « إن النضال لا يزال في بداياته الأولى، على اعتبار أن المطالب لم تتحقق إلا بخروج السكان للنضال، كما أن المطالب الخمسة ليست هي الهدف الذي نطمح إليه، فالطريق لا يمكن أن ترفع من المستوى المعيشي للساكنة المحلية، كما لا يمكنها توزيع الثروات بشكل عادل، وعلى الجميع مواصلة النضال إلى آخر رمق في الحياة». وبخصوص أجواء التهدئة التي سادت المنطقة منذ الإعلان عن ترقيتها إلى مستوى العمالة الترابية، أكد الريفي بأن «المصالحة التي تمت بين الدولة وفئة من الفعاليات البعمرانية غير عادلة بالنسبة للساكنة المحلية، لأنها حاكمت شباب وفعاليات المدينة وتركت الجلادين يعيثون فسادا في الأرض»، واستطرد قائلا: «لم أندم مطلقا على الأشهر التي قضيتها بالسجن لأنه كان مدرسة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ولو حوكمت بأكثر من سنة فلن أندم على الإطلاق»، وخلال حديثه طالب « بإطلاق بقية المعتقلين، وتبرئة الجميع من التهم الموجهة إليهم بعد الأحداث، خلال المحاكمة الاستئنافية». وارتباطا بموضوع المحاكمات التي طالت معتقلي أحداث سيدي إفني، أجلت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بأكادير محاكمة المتهمين على ذمة القضية إلى 30 من شهر شتنبر القادم، كما رفضت الاستجابة لمطلب السراح المؤقت الذي تقدمت به هيئة الدفاع بالنسبة لبقية المعتقلين بسجن إنزكان، وهم على التوالي زين العابدين ومحمد عصام، المحكومان ابتدائيا بسنة ونصف، وزكرياء الريفي الذي غادر السجن صبيحة السبت بعد إنهاء مدة محكوميته كاملة.