أطلق أول أمس السبت بتيزنيت، سراح حسن تيزكاغين، المتهم بنشر أحداث السبت الأسود بسيدي إفني على الموقع الإلكتروني العالمي الشهير «يوتوب»، وذلك بعد قضائه لمدة محكوميته بالسجن المحلي لتيزنيت التي وصلت إلى ستة أشهر نافذة، وغرامة مالية تقدر بخمسمائة درهم. وقد لقي المعتقل المحرر كغيره من المحررين بالمدينة استقبالا حاشدا من طرف ساكنة المدينة، حيث لم تمنع الشمس الحارقة أفواجا من النساء والرجال والشباب من الخروج واستقباله بقافلة من السيارات على بعد كيلومترات من مدخل المدينة، وعلى مقربة من شاطئ «الجزيرة»، حيث استقبل بالهتافات والزغاريد والشعارات المرحبة به والمهنئة له على «التضحيات التي قدمها في سبيل تعريف العالم بما وقع بالمدينة صبيحة السابع من يونيو من السنة الماضية»، كما تم حمله على مائدة خشبية (العمارية) جابت مختلف الشوارع الرئيسية بالمدينة، وخلقت أجواء من الفرح شبيهة باللحظات التي مرت بالمدينة لحظة إطلاق سراح أفراد آخرين اعتقلوا على ذمة الأحداث. وفي تصريح ل«المساء» أكد تيزكاغين على اعتزازه بالعمل الذي قام به، وقال بأنه لم يندم إطلاقا على الاتهامات الموجهة إليه، ومضيفا أنه «كان من الضروري ومن الطبيعي أن يقدم بعض أبناء المدينة ثمن حريتهم فداء للمدينة عقب الأحداث الخطيرة التي شهدتها»، وبخصوص فترة الاعتقال أوضح تيزكاغين أنه «باستثناء فترة الاعتقال الاحتياطي التي كانت عنيفة بعض الشيء، فبقية الفترات التي قضيناها بالسجن كانت عادية»، أما بالنسبة للتهم الموجهة إليه فتتعلق حسب قول تيزكاغين ب»المساهمة في وضع المتاريس في وجه القوات العمومية، والمشاركة في ضرب الموظفين والاعتداء عليهم أثناء أدائهم للواجب، مؤكدا على تركيز فصول المتابعة على التصوير بدون رخصة، وعلى مسألة نشر صور الأحداث على مواقع الأنترنت، وأضاف المتحدث نفسه «بأنني لم أوقع على المحضر بشكل مطلق»، وفي المهرجان التضامني الذي احتضنه حي بولعلام، أكد تيزكاغين على روح المغامرة التي كانت تعتريه لحظة تصوير لقطات حية للمواجهات التي حدثت بالمنطقة بين الشباب والقوات العمومية، كما أكد استمراره في مواصلة المسير ووضع مهارة التصوير وخبرته في مجال المعلوماتيات رهن إشارة المدينة وساكنتها، قدم تشكراته الحارة للساكنة المحلية بشكل عام، ومشيرا إلى التضامن الذي لقيه طيلة فترة الاعتقال، من قبل أبناء ونساء منطقة آيت باعمران الذين نظموا زيارات مكثفة للسجن المحلي بتيزنيت وإنزكان. وقد شارك في المهرجان الخطابي الذي خصص لاستقبال «بطل اليوتوب» كل من إبراهيم سبع الليل الذي قضى ستة أشهر وراء القضبان بسجن سلا على خلفية تصريحاته الإعلامية باحتمال وجود قتلى صبيحة السبت الأسود، كما شاركت الحقوقية خديجة زيان التي أطلق سراحها مؤقتا قبل أيام بعد الاعتقال الذي تعرضت له بسجن إنزكان، عقب زيارتها لمعتقلي الأحداث، بالإضافة كما شارك في المهرجان ذاته، عز الدين أمحيل الذي قضى مدة محكوميته بالسجن المحلي بعد اعتقاله بمدينة العيون عقب اتهامه بالمشاركة في الاعتداء على أحد أفراد قوات الأمن. وارتباطا بالموضوع، ينتظر أن تشهد الغرفة الجنحية بمحكمة الاستئناف بأكادير في الخامس من شهر مارس المقبل، عملية التداول في معتقلي الأحداث، كما ينتظر أن تعرف المحاكمة إقبالا مكثفا من أبناء المدينة وأفراد من عائلات المعتقلين، كما يرتقب حضور عدد كبير من وسائل الإعلام المحلية، للمشاركة في تغطية الحدث خاصة بعد ورود أنباء شبه مؤكدة عن جاهزية الملف واستعداد هيئة الدفاع التي تزيد عن 106 محاميا من مختلف الهيئات، لتقديم مرافعات خاصة بالدفاع عن الأشخاص المتابعين على ذمة الأحداث، وأفادت مصادر أخرى باحتمال إغلاق الجلسة في وجه العموم، خاصة بعد الحضور الكثيف التي شهدته أطوار الجلسة الأولى، والشعارات التي رفعت بقاعة المحكمة من طرف المعتقلين وعدد من الأسر الحاضرة، كما بدأت الاستعدادات من طرف الهيئات المدنية بإفني لتنظيم وقفة تضامنية أخرى أمام البوابة الرئيسية لمحكمة الاستئناف بأكادير.