قادت محاولة شخصين، من جنسية ساحل العاج، إرشاء عناصر الدرك الملكي بمبلغ 3000 درهم وساعة يدوية، للإفلات من المراقبة عند حاجز أمني نصب عند المدخل الشمالي للقنيطرة، إلى اعتقالهما، وإيداعهما السجن المدني المحلي. وأدانت محكمة الاستئناف بالقنيطرة، في جلستها المنعقدة أول أمس الخميس، الإفريقيين بسنة واحدة سجنا نافذا لكل واحد منهما، وغرامة قدرها ألفا درهم، وتحميلهما الصائر تضامنا، وتحديد مدة الإكراه البدني في حقهما في الحد الأدنى ومصادرة المبلغ المالي لفائدة الخزينة العامة والساعة اليدوية لفائدة الأملاك المخزنية، مؤيدة بذلك الحكم الابتدائي الصادر عن ابتدائية القنيطرة. وانطلقت وقائع هذه القضية، حينما أوقفت عناصر كوكبة الدراجات النارية بمنطقة النخاخسة، في 30 شتنبر الماضي، كلا من «انكانكو نكي مرلين»، 34 سنة، و»باي سيرج جوزيف»، 31 سنة، وينحدران من «الكوت ديفوار»، وأثناء التفتيش الروتيني اكتشف أفراد الدورية صندوقا خشبيا وبداخله ب525000 درهم، مما أثار شكوك الدركيين، حينها عرض الظنينان مبلغ 3000 درهم وساعة يدوية على المراقبين الأمنيين كرشوة، من أجل السماح لهما بالمرور، والإفلات من مزيد من البحث والكشف عن حقيقة أمرهما، سيما بعدما عجزا عن تبرير مصدر تلك الأموال التي حجزت بحوزتهما، ليجري اعتقالهما بمقر المركز القضائي بالقنيطرة. وقد أثبتت التحقيقات الأولية، أن المبالغ المصادرة، تحصل عليها «الإفواريان» من عملية نصب واحتيال راح ضحيتها إسباني، كان قد اتصل بهما للحصول على محلول كيماوي قصد استعماله لجعل أوراق نقدية مزورة أوراقا بنكية صالحة للتداول، حيث اتفقا معه على موعد ومكان التسليم بطنجة، بعدما عمدا إلى تحضير خليط من مشروب غازي ومزجه بماء «جافيل»، ووضعه داخل قارورة ملفوفة بعناية في القطن، للنصب على المواطن الإسباني، وإيهامه بأنه السائل الثمين ذو الوصفة السحرية، فتم اللقاء، وتسلما المبلغ المالي المحجوز كثمن للمحلول المزيف، ليقررا العودة أدراجهما إلى العاصمة الرباط. إلى ذلك، حررت مصالح الدرك الملكي برقية بحث في حق الإسباني المذكور،الذي يدعى «باتريك»، شأنه في ذلك شأن شخص إفريقي ثالث، كان وسيطا في عملية النصب والاحتيال، استنادا إلى الأوصاف التي جاءت في تصريحات الظنينين اللذين اعترفا بالمنسوب إليهما، سواء أمام الضابطة القضائية، أو أثناء استنطاقهما من طرف وكيل الملك، نافيين أن تكون لهما أية صلة بأي حزب سياسي أو ديني أو منظمة إرهابية.