دق جمعويون بدوار الشرفاء أولاد سعيد بإقليم سطات ناقوس الخطر بسبب مقلع للأحجار قالوا إنه سيتسبب "لا محالة في كارثة بيئية وإنسانية" بالمنطقة. كما استنكر عدد من سكان الدوار معاناتهم مع هذا المقلع الصخري بسبب أضراره البيئية الوخيمة التي يتخبطون فيها، حيث إن المقلع يحاصر المنطقة من كل الجهات، ما يجعلها تموت يوميا ببطء لاسيما وأنه لم يتم إلى الآن تفعيل أي إجراءات عملية من شأنها أن ترفع الضرر الذي أضحت تعانيه الساكنة والمنطقة على حد سواء. وأكد أعضاء جمعية آفاق للتنمية البشرية والبيئة المستدامة ل"المساء" أنه مع توسع المقلع لا تتم مراعاة أو تفعيل أي إجراءات للحد من المشاكل المترتبة عنه، وهو ما جعل العشرات من السكان يخرجون في وقفات واحتجاجات للتنديد بما أسموه ب"التهميش والإقصاء" في حقهم لكن الجهات المسؤولة بالمنطقة لم تأخذ الاحتجاجات بمسؤولية. وتسبب المقلع، حسب الجمعويين، في الإضرار بالفرشة المائية ومنابع المياه الجوفية وتلويث المياه السطحية بسبب التفجيرات القوية التي تهز المنطقة وتمس بسلامة تماسك التربة وتحول مسارها الطبيعي، ما يفضي إلى تطاير الصخور والشظايا على السكان وممتلكاتهم، فضلا عن التأثيرات السلبية التي تلحق بالغطاء النباتي جراء الغبار الناتج عن المقلع والذي يتطاير بشكل كثيف على واجهته، مما يقلص من المساحات الخضراء بالمنطقة نظرا لتضررها من الغبار الذي يقضي على حيويتها وتكاثرها، وينعكس سلبا على مصدر كلأ الماشية التي كان المكان يزخر بها. وأضاف المتضررون أن الأراضي الفلاحية المجاورة للمقلع والمسالك الطرقية تضررت كثيرا من المقلع بسبب ما وصفه ب"الاستغلال المفرط واللاعقلاني"، بفعل مرور مئات الشاحنات والآليات ذات الحجم الكبير والحمولة الثقيلة بشكل يومي مما جعلها في وضع "كارثي" بالنظر للحفر والتصدعات، حتى أن القنطرة الرابطة بين الدوار وقصبة أولاد سعيد أصبحت مهددة بالانهيار، مما يهدد بعزل السكان ومضاعفة مشاكلهم، لاسيما في المواسم الشتوية التي تحول الطريق إلى برك مائية ومستنقعات. وأضافت المصادر الجمعوية ذاتها أن مرور الآليات والشاحنات يتسبب في الإزعاج والضجيج، إذ أصبح هاجس الخوف يتملك جميع أهالي المنطقة خوفا من حوادث السير التي تتهددهم يوميا، علاوة على انتشار سحب الغبار السام على طول وعرض المنطقة بفعل التفجيرات التي وصفوها ب"العشوائية"، وأشغال التنقيب المفرط. وأضافوا أن الغبار السام أضحى يغطي النبات والمنازل، بحيث أصبح الغبار يطغى على خضرة الطبيعة وتحولت الأشجار المثمرة إلى أشجار بالكاد تورق وينضاف إلى هذا انتشار الأمراض مما ينبئ بكارثة بيئية وإنسانية وحيوانية، إذ إن عدم تسييج وتشجير المقلع يهدد الإنسان والحيوان، كما أنه لا يتم احترام المسافة القانونية بين المسلك المؤدي للدوار وحافة المقلع، ويتم استغلال أراض فلاحية صالحة للزراعة والرعي بدعوى شرائها (قانون أراضي الجموع لا تباع ولا تشترى ولا تملك وغير قابلة للتقادم)، وكذلك من الآثار السلبية إزعاج راحة الساكنة بسبب ضوضاء الآليات وبفعل قوة التفجيرات وزحف المقلع نحو الدوار الآهل بالسكان، وهو ما نتج عنه ظهور تصدعات وتشققات بجدران المنازل التي أضحت مهددة بالانهيار.