على اثر الزيارة الميدانية التي قام بها أخيرا، وفد يمثل مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بولاية طنجة، لمنطقة (تغرامت) بعمالة الفحص أنجرة بولاية طنجة، أنجزت جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة السالفة الذكر، تقريرا مركزا، حول الأضرار البيئية والصحية والمجالية التي تضر الساكنة، والفرشة المائية، والغطاء النباتي، والمواشي، والجو.. ولأهمية التقرير، ننشر ما جاء فيه. يقول التقرير: «بالنظر للمعاناة التي تتخبط فيها ساكنة جماعة (تغرامت)، في ظل جحيم المقالع الحجرية التي انتشرت على طول المنطقة، وحاصرتها بشكل خانق، سيجعلها تقبع في براثن الموت البطيء يوما بعد يوم، لاسيما وأنه لم يتم تفعيل أي إجراءات عملية، من شأنها، رفع الضرر الذي أضحت تعانيه الساكنة والمنطقة على حد سواء، رغم العديد من المراسلات والشكايات التي وجهت في الموضوع. بل ومازاد الطين بلة، الإنحياز والتواطؤ المكشوف، الذي لايحتاج إلى حجة أوبيان، لجهات مسؤولة، في ترجيح كفة المقالع الحجرية، على صحة المواطنين، وسلامة البيئة، من الإنعكاسات السلبية. لاستغلال المقالع، والتي نجملها فيما يلي: -1) الإضرار بالفرشة المائية، ومنابع المياه الجوفية، وتلويت المياه السطحية، بسبب التفجيرات القوية التي تهز المنطقة هزا بدون أدنى معايير، سلامة تماسك التربة، وتحول مسارها الطبيعي، أو تطاير الصخور والشظايا على الساكنة وعلى ممتلكاتهم، تحدث خللا مباشرا بالفرشة المائية من خلال تدمير منابعها، ناهيك عن المخلفات والآليات والأدوات التي تترك في العراء، والتي تمر عليها مياه الأمطار، والتي يتم التخلص منها، بطريقة عشوائية، في مجاري المياه، مما يتسبب في تلويثها، دون أن نغفل، ما ينجم عن ذلك من تضرر المواشي من شرب هذه المياه، كما تجدر الإشارة، الى عملية التنقيب الفوضوي، والتي تمثل، استنزافا خطيرا لكمية المياه الجوفية التي توجد بالمنطقة دون أي رقيب أو حسيب. 2) عدم الالتزام، بمقتضيات كناش التحملات، حيث يتملص مستغلو المقالع الحجرية، من جميع التزاماتها، المنصوص عليها في كناش التحملات، خصوصا أداء المستحقات للجماعة المحلية، وكذا التوسع اللاقانوني واللامشروع، من خلال تجاوز المساحات المرخصة لهم، وكذا الأضرار بالمآثر الطبيعية، من خلال هدم، وإزالة القمم الجبلية الشامخة. في ظل الصمت المتعمد للمسؤولين، سواء بدافع التواطؤ، أو الخوف، أو الإرتشاء، أو غيرها من الدوافع التي كان ضحيتها الأول والأخير، المواطن والبيئة التي يعيشها. 3) التأثيرات السلبية التي لحقت بالغطاء النباتي، بفعل الغبار الناتج عن المقالع، والذي يتطاير بشكل كثيف على واجهة الغطاء النباتي، وعلى الأشجار، والغابات، مما قلص المساحات الخضراء بالمنطقة، نظرا لتضررها من الغبار الذي يقضي على حيويتها وتكاثرها، مما انعكس سلبا على مصدر كلأ الماشية التي كانت المنطقة تزخر بها. 4) الإضرار بالمسالك الطرقية والاستغلال المفرط واللاعقلاني لها، وذلك بفعل مرور مئات الشاحنات والآليات، ذات الحجم الكبير والحمولة الثقيلة بالطريق بصفة يومية، حول هذه الأخيرة الى وضعية كارثية، بالنظر للحفر، والشقوق، والتصدعات، والإعوجاج، مما يجعل الساكنة في معزل، عن بلوغ مقاصدهم، لاسيما في المواسم الشتوية، التي تتحول الطريق، الى برك مائية، والى مستنقعات، ناهيك عن الإزعاج، والضجيج، الذي تحدثه مرور هذه الآليات، والفزع والهلع الذي ينتاب الأطفال، والنساء، والحوامل، والشيوخ، وكذا مخاطر حوادث السير، التي تتهددهم بشكل يومي. 5) المضاعفات الصحية وانتشار أمراض الجهاز التنفسي، ذلك أنه بالنظر الى الغبار الكثيف، الذي ينساب مع الرياح الى الجهاز التنفسي، فإن ساكنة المنطقة، أصبحت تعاني من مجموعة من المضاعفات الصحية على مستوى التنفس، والحساسية، وأمراض العين، والجلد، والأنف، والحنجرة، استعصى معها العلاج. 6) انتشار سحب الغبار السام على طول وعرض المنطقة، بفعل التفجيرات الفوضوية والعشوائية، وأشغال التنقيب المفرط، وكثافة مرور الشاحنات والآليات ، يتسبب في اندفاع سحب الغبار السام، ويغطي المنطقة، الغطاء النباتي، والمنازل، والطرقات، والمدارس، والمستوصف، والمسجد، وغرف النوم، وأصبح بياض الغبار، يطغى على خضرة الطبيعة، وتحولت الأشجار المثمرة، الى أشجار، بالكاد تورق، وانتشار الأمراض، مما ينبئ، بكارثة بيئية، وانسانية. وحيوانية.. 7) تنكر أرباب المقالع لوعودهم، وعبثية الإجتماعات المنعقدة، حيث أن جميع الإجتماعات التي تمخضت عنها مجموعة من المحاضر، والالتزامات، والوعود التي قطعها أرباب المقالع، للساكنة، وذلك موثق، من خلال محاضر موقعة من طرفهم، بمقر عمالة الفحص أنجرة، خصوصا فيما يتعلق بالتزاماتهم، بتعبيد المسالك المؤدية للمقالع، والتي تتضرر بفعل مرور المئات من شاحناتهم، بشكل يومي ومتواصل..».