سكان الدوار يطالبون المسؤولين بالتدخل لحمايتهم من الأضرار التي يلحقها بهم مقلع حجري الغبار والأتربة تختلط بالهواء والماء وتتسبب في إصابة السكان بأمراض مزمنة عبدالقادر كترة لا أحد يمكنه أن يصف معاناة سكان دوار «أولاد المختار سيدي إبراهيم»، بالقرب من الطريق الساحلية (9 كيلومترات من قرية «رأس الماء» السياحية) والواقع تحت نفوذ جماعة «البركانيين» في إقليمالناظور، مع مقلع حجري لا يتوقف عن «التهام» الجبال وابتلاع الأحجار وسحقها، في ضجيج فاق طاقة تحمل آذان السكلن المحليين، ومحدثا «سُحبا» من الغبار المتطاير تخنق أنفاسهم وتعمي أبصارهم. وقد تُركت أكثر من 40 أسرة تضم حوالي 300 فرد من قرية «أولاد سيدي المختار» لوحدها تواجه «قدرها» أمام هذا «الوحش» الحديدي ومالكه صاحب النفوذ، فأصابهم اليأس والإحباط، لإحساسهم بالظلم والحيف وعدم إيلاء اعتبار لهم كمواطنين لديهم الحق في العيش بكرامة وأمن وأمان. «لقد راسلنا وزارتي الداخلية والصحة ووزير الجالية المغربية والسلطات المحلية والهيآت المنتخَبة، ولا أحد أعارنا أي اهتمام ولا «تفضَّل» علينا بمجرد ردّ ولو لتهدئتنا، ولا زارتنا لجنة، كيفما كان نوعها، لمعاينة الأضرار الصحية والبيئية التي تطالنا، كما لو كنا مجرد حشرات وأقل من حيوانات، والأمر لله من قبل ومن بعد… لا أحد أراد أن يسمعنا، اللهم إلا إذا أرادوا تهجيرنا من أرضنا».. هكذا تحدث ل»المساء» محمد مختاري، باسم سكان دوار «أولاد المختار سيدي إبراهيم»، بنبرة تنمّ عن الشعور بالدونية والغبن والاحتقار والتهميش والإقصاء. تتطاير الأتربة والغبار والحُصيّات بكثافة وتقاذفتها الرياح فتغطي الأشجار والنباتات وتختلط بهواء القرية، بل بهواء المنطقة وتمتزج بمياه السقي والارتواء وتكسو الضيعات الفلاحية والحقول والمزارع.. يتسلل الغبار المتناثر إلى البيوت المتواضعة وتظهر بعض الأمراض بين السكان وتتضاعف معاناة المرضى المصابين بأمراض مزمنة، كأمراض القلب، في غياب أي وسائل وقائية تحمي صحة السكان وتقيهم شرور المقلع الحجري الذي يبدو أن صاحبه غيرُ مكترث بها، كما أكد ذلك السكان المغلوبون على أمرهم، بل ذهبوا إلى حد اتهام السلطات المحلية والمجلس الجماعي ب»التواطؤ» معه، باعتباره «ذا نفوذ مالي قوي». وقد عمّق من معاناة السكان الشاحنات كبيرة الحجم، التي تخترق منطقة دوار «أولاد المختار سيدي إبراهيم» من وإلى المحجر، عبر مسلك غير معبَّد، محدثة ضجيجا مروعا ليل نهار، دون توقف. وإضافة إلى كلّ هذه الأضرار الصحية والبيئية، فقد تأثرت منازل السكان البسيطة والهشة بفعل تفجير الألغام لتدمير الجبال الحجرية والصخرية، حيث ظهرت على جدرانها شقوق وتصدعات جراء التفجيرات المتواصلة التي تزرع الرعب والفزع في نفوس السكان الذين كان أغلبهم مقيمين بالخارج، والذين فضلوا اللجوء إلى قراهم من أجل الراحة والسكينة والاستقرار، بعد سنوات طوال من العمل في بلاد المهجر، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام مقلع حوّل حياتهم إلى جحيم في منطقة لديها مؤهلات سياحية مهمة. «نعيش حربا مدوّية لا نخوضها بعد أن صار الدوار تحت رحمة «سحب» من الغبار، وبصفتنا مواطنين بسطاء، فمنازلنا هشة وسقوفها من خشب، مما يعني أنها مهددة بالسقوط في أي لحظة، جراء الاهتزازات.. لقد تزعزعت جدران منازلنا، وبالتالي أصبحنا مهدَّدين بالموت، ففي كلّ لحظة قد تنهار أسقف المنازل على رؤوسنا»، يؤكد سكان المنطقة. وقد طالب سكان دوار «أولاد المختار سيدي إبراهيم» المتضررون المسؤولين بالتدخل العاجل، بإيفاد لجنة لمعاينة الوضع والوقوف على معاناتهم اليومية مع المقلع الحجري وعلى الأضرار التي يخلفها، سواء على صحة السكان أو على حيواناتهم الأليفة أو على البيئة والأخذ بعين الاعتبار أن الترخيص الذي له علاقة بالقانون 03/. 12، من أجل دراسة الآثار السلبية على السكان قبل منحه، مهددين في الوقت ذاته بتنفيذ وقفات احتجاجية لإيقاف آلات المقلع الحجري الوحشي، مع العلم أنهم وجهوا بهذا الخصوص عريضة للمسؤولين تحمل 40 توقيعا.