في خامس غشت من السنة المقبلة ستنطلق أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل، وسيكون العالم على موعد مع أبرز حدث رياضي عالمي، حيث ترى البلدان المشاركة وجهها في المرآة، وتعرف موقعها الحقيقي في خارطة الرياضة العالمية.. تصفيات العديد من الرياضات الأولمبية في القارة الإفريقية على الأبواب، إذ سيكون التنافس محتدما من أجل ضمان المشاركة، فإذا كانت حظوظ المغرب في الرياضات الجماعية تبدو منعدمة بعد الإقصاء المبكر للمنتخب الأولمبي لكرة القدم، والوضعية المتردية التي تعيشها كرة اليد، وصعوبة احتلال منتخب الطائرة للمركز الأول إفريقيا الذي سيؤهل مباشرة إلى الأولمبياد، خصوصا أنه مازال في مرحلة البناء، وعدم قدرة منتخب السلة على أن يكون في القمة إفريقيا، فإن الرهان قائم على الرياضات الفردية، وخصوصا ألعاب القوى والملاكمة والمصارعة لضمان مشاركة أكبر عدد من الرياضيين، أما التنافس على الميداليات الأولمبية فتلك حكاية أخرى.. المتتبع للمشهد الرياضي في المغرب يبدو له أن الزمن الرياضي في المغرب قد توقف، فما بين أولمبياد لندن، عندما وقع المغرب على مشاركة مخيبة، واكتفى بميدالية برونزية أحرزها العداء عبد العاطي إيكيدير في سباق 1500 متر، بوأت المغرب المركز 79 عالميا إلى جانب أفغانستان، واليوم حيث بدأ العد العكسي للألعاب الأولمبية، يبدو أن لاشيء تغير، وأن لاشيء تم القيام بها، فقد اعتدنا بعد كل حدث رياضي كبير يشهد إخفاقا مغربيا، أن تتعالى الأصوات منددة ومستنكرة، ثم يخرج المسؤول ليعلن حزمة من القرارات، لكن لاشيء يتم تنزيله على أرض الواقع. اللجنة الأولمبية تغط في سباتها العميق، ووزارة الشباب والرياضة التي من المفروض أنها تسهر على مشاركة المنتخبات الوطنية في الأحداث الرياضية الكبرى، تبدو غير معنية بما يجري، رغم أنه حينما اختتمت أولمبياد لندن 2012 خرج حينها الوزير السابق محمد أوزين ليعلن عن جملة من القرارات لوضع الرياضة المغربية على السكة الصحيحة، ورغم أن الحكومة مازالت هي الحكومة، والوزارة تابعة لنفس الحزب، وهو الحركة الشعبية، فإن لاشيء تحرك، فالجمود سيد الموقف، بل إن الوزير امحند العنصر، يبدو أنه غير معني بما يجري، فالرجل يفضل أن يمضي تقاعده المريح في وزارة جاء لها من أجل أن يستمر وزيرا لا غير، أما ما الذي سيقدمه للرياضة والشباب المغربي فليس مهما بالنسبة لوزير أدمن التحرك بآلة التحكم عن بعد. الرياضة ليست «لعب عيال» إنها مجال استراتيجي و حيوي، لكن على الأرض يبدو أنها ليس كذلك، والدليل أننا أضعنا الكثير من الزمن والمال، دون أن يتغير أي شيء. لذلك، لا داعي لننتظر موعد الأولمبياد لنشرع في جلد ذواتنا، فالنتائج من اليوم ستكون مخيبة، والرياضة المغربية في حاجة إلى مؤسسة حقيقية تهتم بشؤونها وتضع لها خطط للتطور، وفي حاجة أكثر إلى إرادة حقيقية من الدولة تعطي لهذا المجال ما يستحق من اهتمام ومن حكامة في التدبير، أما أن نعيد إنتاج نفس الأخطاء، فذلك لم يعد مقبولا، خصوصا أن الأولون علمونا أن التاريخ عندما يعيد نفسه، فإنه يعيده في المرة الأولى على شكل مأساة، وقد عشنا الكثير من المآسي الرياضية، أما في المرة الثانية فيكون في شكل مهازل، وما أكثر مهازل مسؤولينا الرياضية اليوم.