فضح أفراد الجالية المغربية، بجزر الكناري المعاناة التي يتكبدونها جراء التعقيدات الإدارية التي تفرضها عليهم القنصليات المغربية، مطالبين بوضع حد لما وصفوه «الوضعية المزرية والخطيرة» التي يعيشونها والتي تفاقمت مع نتائج الأزمة المالية. فقد راسلت تنسيقية الجمعيات المغربية بجزر الكناري وزير الخارجية والتعاون في شأن الأوضاع التي يعيشها أفراد الجالية، حيث أشارت التنسيقية في رسالتها التي توصلت «المساء» بنسخة منها إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها ارخبيل الكناري أثرت بشكل كبير على القدرة الشرائية للمغاربة وتركت نسبة كبيرة منهم يتجرعون مرارة البطالة والتهميش، كما جعلتهم غير قادرين على التنقل إلى مقر القنصلية المغربية « بلاس بالماس» للقيام بالإجراءات الإدارية الضرورية خصوصا المقيمين بالجزر البعيدة. وأوضحت التنسيقية، أنها سبق وطالبوا من القنصل العام للمملكة المغربية بلاس بالماس بالمساهمة في تخفيف من هذا العبء، عن طريق تفعيل إجراءات القرب وإيفاد موظفين من القنصلية إلى الجزر الأخرى التي تعرف تواجدا كبيرا بصفة دورية، وذلك انسجاما مع الخطابات الملكية، غير أنه رغم كل تلك المطالب لم يقم القنصل بتفيعل إدارة القرب، ولم يبعث موظفين بحسب التنسيقية طوال ثلاث سنوات التي قضاها في المسؤولية إلا مرة واحدة لجزيرة تسمى «فويرتيفينتورة» وهو ما اعتبره المغاربة القاطنون في تلك الجزر تمييزا ومفاضلة بينهم. وأكدت التنسيقية أن الوضع الذي تعيشه القنصلية بكناريا، وضع كارثي لا يمكن السكوت عنه لا من حيث البناية ولا من حيث الخدمات، التي تقدم في الطابق تحت أرضي المتهالك والذي يتساقط جزء من سقفه، بين الحين والآخر مما يشكل خطرا على المواطنين والموظفين على حد سواء. وذكرت النسيقية برسالة سبق ووجهتها إلى وزارة الخارجية والتعاون، بشأن خطورة الوضع وضرورة إيجاد حلول مناسبة له في أقرب الآجال غير أنهم لم يتلقوا أي جواب بخصوصها. وندد أفراد الجالية بالتهميش الذي يتعرضون له من طرف إدارة القنصلية، وعدم اهتمام القنصل بالعمل الجمعوي، وهو ما أثمر إقصاءهم من مجموعة من الأنشطة التي تدافع عن القضايا المغربية الوطنية . وكنتيجة لهذا الوضع طالبت التنسيقية في مراسلتها بتغيير القنصل العام بلاس بالماس تماشيا مع الخطاب الملكي مطالبة بقنصل جديد يحترم الجالية وينصت لمشاكلها ويتفاعل ايجابيا مع متطلباتها ويساهم في تقريب الإدارة منها ويعمل على تحسين الخدمات المقدمة لها.