أعرب عدد من مرتادي مستشفى الإدريسي بالقنيطرة عن استنكارهم لمشهد مختل عقليا كان شبه عار بشكل "لا يليق بكرامة الإنسان" وهو يحاول ستر عورته بأوراق الأشجار عندما كان ينام تحت الأشجار المحيطة بالمستشفى. وأفادت بعض المصادر ل"المساء" أن المختل كان من بين نزلاء بويا عمر السابقين وأنه في ظل عدم استقباله من طرف بعض المستشفيات عاد للعيش بالشارع من جديد. وقد أثارت صورة المختل وهو شبه عار استنكار المواطنين الذين عبروا عن امتعاضهم من هذا المشهد الذي لا يمت للشعارات الرنانة التي ما فتئ يرددها بعض المسؤولين، بأن كرامة المواطنين تظل فوق كل اعتبار، وكأن هذا المختل ليس إنسانا ومواطنا مغربيا يجب أن يتمتع بحقوقه الكاملة التي يضمنها الدستور المغربي، والتي في مقدمتها الحق في العلاج والحق في السكن والرعاية. ويشار إلى أن وزارة الصحة أطلقت عملية "الكرامة" من أجل الحد من الانتهاكات التي تطال الأشخاص والمرضى النفسيين في بويا عمر بإقليم قلعة السراغنة وتسعى من خلالها لصيانة كرامة نزلاء هذا الضريح الذي أكدت الوزارة أن 70 في المائة منهم يعيشون في ظروف "لا إنسانية" ولا يستمتعون بأي علاج. وتأتي هذه المبادرة بعد المعاينة التي قامت بها وزارة الصحة، ودراسة وضعية هؤلاء المرضى، والظروف اللاإنسانية والقاسية التي لا تليق بكرامة المواطن المغربي ولأجل البحث في سبل تحرير هؤلاء المرضى من هذه الأوضاع الكارثية، وبحث سبل تقديم العلاج الضروري لهم، وتتبع حالاتهم الصحية والنفسية، خاصة وأنهم كلهم يعانون من اضطرابات نفسية. وكانت وزارة الصحة قد بادرت إلى توسيع الطاقة الاستيعابية لمستشفيات الطب النفسي، وأعلنت عن إحداث مصالح استشفائية جديدة، منها مركب مخصّص للأمراض العقلية سيتم الشروع في بنائه بالقرب من ضريح بويا عمر، وسيستقبل المئات من المرضى، كما سيتيح مباشرة بعض الأعمال التجارية البسيطة التي يستفيد منها تجار القرية ممّن كانوا يجنون مداخليهم على زيارات أسر المحتجزين. ووعدت وزارة الوردي بتوفير الدعم الطبي والإنساني، وبتنسيق تام مع السلطات المحلية، للتكفل بعلاج هؤلاء النزلاء واستشفائهم وتوفير النقل الطبي لهم، وكذا توفير الأسرة داخل المستشفيات القريبة من محل سكناهم، بالإضافة إلى توفير الأدوية اللازمة لعلاجهم وكذا تتبع حالتهم الصحية من خلال فرق طبية متنقلة.