انتزع حزب الأصالة والمعاصرة المرتبة الأولى في الانتخابات المهنية، التي جرت يوم الجمعة الماضي، بعد أن أسعفته آلته الانتخابية في ثاني مشاركة له بعد ميلاده في 2008 من الحصول على 408 مقاعد بنسبة 18.72 في المائة، متقدما على حزب الاستقلال، الذي جاء ثانيا ب351 مقعدا، بنسبة 16.11 في المائة، وحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي حصل على 326 مقعدا، بنسبة 14.96 في المائة. فيما كان لافتا في الانتخابات المهنية التي بلغت فيها نسبة المشاركة 43 في المائة، التقدم الذي حققه "اللامنتمون"، بعد أن تمكنوا من حصد 258 مقعدا مقابل 216 في انتخابات 2009. وإن كانت نتائج انتخابات 7 غشت 2015 لم تحمل أي تغيير في الخريطة الانتخابية، بعد أن حافظت غالبية التنظيمات الحزبية على ترتيبها، يبقى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أكبر الخاسرين في هذه المحطة، بعد أن فقد 74 مقعدا إثر اكتفائه بالحصول على 163 مقعدا فقط مقابل 237 مقعدا خلال النزال الانتخابي لسنة 2009، فيما يبدو أنه مؤشر أولي يقتضي من قيادة الحزب وضعه في الاعتبار، وهي تعد العدة لانتخابات الجماعات والجهات، لتفادي ما يمكن أن يعصف بحظوظه وتموقعه بعد أول انتخابات للمجالس الترابية في ظل دستور المملكة الجديد. ورغم فشل الأغلبية الحكومية الحالية من سحب البساط من تحت أقدام المعارضة بحصول أحد أحزابها على المرتبة الأولى، فقد تمكنت من الحصول على أكثر من 200 مقعد إضافي مقارنة بمحطة 2009، بينما سجل تراجع أحزاب المعارضة بنحو 100 مقعد. وبدا لافتا في هذا الصدد التقدم الملموس من حيث النتائج، الذي حققه حزب العدالة والتنمية، الذي تمكن من تحقيق تقدم ضمن له المرتبة السادسة في النزال الانتخابي ل 7 غشت الجاري، بعد أن حصل على 196 مقعدا مقابل 81 مقعدا في 2009، بزيادة بلغت 143 في المائة. وفي نفس المسار التصاعدي سار حزب التقدم والاشتراكية، حليف حزب العدالة والتنمية في الحكومة، حيث ظفر ب 108 مقاعد، هو الذي لم يحقق خلال الانتخابات السابقة سوى 59 مقعدا. إلى ذلك، لم يفوت إلياس العماري، نائب الأمين العام لحزب "البام"، المنتشي بتصدر حزبه المشهد الحزبي، الفرصة خلال الندوة التي دعي إليها على عجل صباح السبت، لتقطير الشمع على غريمه السياسي عبد الإله بنكيران وحزبه، بعد أن قال: "أنتظر أن يهنئ رئيس الحكومة الشعب المغربي بهذه النتائج حتى نهنئه نحن". وأضاف أن القول بأن نتائج الانتخابات المهنية هي عقاب للعدالة والتنمية ولأحزاب الأغلبية أمر سابق لأوانه، وأن الانتخابات الجماعية هي التي ستقدم الجواب عن هذا السؤال. واعتبر العماري أن نتائج انتخابات الغرف المهنية تؤكد استمرارية قوة "البام"، فيما كشف أن عدد المقاعد ال408 التي حصل عليها الحزب غير نهائية، مضيفا أنه سيتم إضافة ربع اللوائح المستقلة التي حصدت 254 مقعدا إلى نتائج حزبه، فيما يبدو أن تلك اللوائح هي بمثابة خزان انتخابي احتياطي للحزب. من جهته، اعتبر عبد الله بوانو، عضو الأمانة العامة لحزب بنكيران، ورئيس فريقه النيابي، أن النتائج المحصل عليها في انتخابات الغرف المهنية "جد مُرضية لنا لأن فيها" تقدما ملموسا بالنظر إلى المجهود والتغطية التي قام بها الحزب، وكذا طريقة تعاملنا مع انتخابات الغرف التي عرفت تقدما بشكل كبير من خلال المتابعة والمساطر وغيرها، وهذه هي البداية بالنسبة إلينا". وحسب بوانو، فإن نتائج هذه الانتخابات لا يمكن قراءة مؤشراتها على أنها ستنعكس على انتخابات 4 شتنبر لأنها "تهم فئة محدودة وطريقة التصويت فيها مختلفة، والبعض ما يزال فيها الفردي"، يضيف بوانو.