أصبحت زاوية النساك بسلا التي أنشأها السلطان المريني أبو عنان سنة 1356مهددة في أية لحظة بالانهيار بسبب أشغال الحفر القريبة منها، والتي تستعمل فيها جرافات عملاقة قد لا تقوى أسوار الزاوية الطينية على تحمله الاهتزازات التي تحدثها. الزاوية التي ظلت مهملة ومجهولة لدى عدد كبير من سكان مدينة سلا، تقع بالقرب من مستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية وضريح سيدي بلعباس، وكانت في الماضي، حسب ما تشير إليه المصادر التاريخية، من أجمل المنشآت المرينية بعد أن شيدها السلطان أبو عنان وخصصها لإيواء الوافدين على المدينة من الغرباء، وكذا بعض الأعيان الذين يحلون ضيوفا على مدينة سلا، قبل أن تتحول الآن إلى أطلال مهددة في أية لحظة بالانهيار بفعل الإهمال الذي امتد لعقود طويلة، في الوقت الذي نبتت فيه داخل الزاوية «براكة» يعلوها صحن مقعر، أشارت بعض المصادر إلى أن القاطن بها هو حارس الزاوية الذي لم يتقاض أجرته منذ زمن طويل ليقرر تحويلها إلى سكن خاص، حيث تم حفر بعض الأماكن من أجل الربط بشبكة الكهرباء، كما تم وضع جرس على الباب الأثري الذي يضم بعض الزخارف والنقوش وآيات قرآنية، بالإضافة إلى مزلاجين أثريين. ولم تخف بعض الفعاليات بمدينة سلا استياءها من الحالة المزرية التي أصبحت عليها إحدى أهم المعالم التاريخية بالمدينة نتيجة ما وصف ب«ضيق النظر» لدى المسؤولين سواء تعلق الأمر بالسلطة المحلية أو الجماعة الحضرية وكذا وزارة الثقافة، الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء إلزام وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق بوضع دعامات على أسوار الزاوية لتفادي تضررها بفعل أشغال التراموي. كما انتقدت ذات الفعاليات الوضعية التي أصبح عليها السور التاريخي للمدينة الذي تحول إلى مزبلة مفتوحة وفضاء للمتسكعين الذين يعمدون إلى إضرام النار ليلا في جنباته مستغلين القمامة الموجودة بكثرة من أجل البحث عن قليل من الدفء .كما نبهت بعض المصادر إلى طبيعة الترميمات التي خضع لها السور واستنزفت ميزانيات مهمة دون أن أية نتيجة، حيث تم اللجوء إلى وضع طلاء طيني على الأسوار التي تظهر عليها ألوان وبقع متباينة مع بداية التساقطات المطرية.