ضربة موجعة تلقاها الأمين العام لحزب الاستقلال تزامنا مع تنظيمه أكبر تجمع خطابي بجهة فاسمكناس، مساء أول أمس الأحد، بمركب الحسن الثاني بالعاصمة العلمية تحت شعار «لا لتزوير الانتخابات». فقد أعلن التجمع الوطني للأحرار عن التحاق سعاد السملالي، الكاتبة الخاصة لعمدة فاس، التي ظلت معروفة محليا بلقب «سعاد»، والتي تقدم على أنها «كاتمة أسرار» عمدة فاس، وبأنها «علبته السوداء» التي تختزن الكثير من الأسرار حول طرق اشتغال حزب الاستقلال، وملفات تدبير شؤون الجماعة، ما من شأنه أن يزيد من توتر العلاقات بين حزب الاستقلال وبين أحزاب التحالف الحكومي التي تنظر إلى الكاتبة الخاصة السابقة لشباط على أنها «صيد ثمين»، في سياق «معركة» تحالف يرمي إلى «إسقاط» حزب الاستقلال بالجهة. وذكرت المصادر بأن سعاد السملالي حظيت باستقبال قياديين كبار من حزب التجمع، ضمنهم وزراء، أياما قبل الإعلان الرسمي عن التحاقها بحزب «الحمامة». وظلت «سعاد السملالي»، في الآونة الأخيرة، بعيدة عن العمدة شباط، وانزوت بعيدا عن حزب الاستقلال، ولم تكن تتردد حتى على مكتبها بالجماعة الحضرية، بعدما كانت هي الآمر الناهي، وهي التي تصنع كل تفاصيل المجلس الجماعي، وتهندس لجل اللقاءات والعلاقات التي تربط عمدة المدينة ب»المحيط». وظل اسمها من الأسماء الرنانة في المجلس الجماعي لفاس، ولا يكاد أي ملف يجد طريقه إلى الحل، إلا بالمرور من مكتب الكاتبة الخاصة لعمدة المدينة، وبرزت خلافات حادة بين الطرفين، فقررت «كاتمة الأسرار» العودة إلى الوراء، قبل أن تفاجئ المتتبعين بحضورها نشاطا داخليا لأعيان التجمع الوطني للأحرار، حول تدبير شؤون اللوائح الانتخابية بأحد فنادق المدينة. وقال المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، رشيد الفايق، غريم العمدة شباط، في قضية «حرب الحدود»، ل«المساء»، إن سعاد السملالي قررت الالتحاق رسميا بحزب التجمع الوطني للأحرار، بعد نقاشات وصفها بالعميقة استمرت لما يقرب من 15 يوما، أشرف عليها رفقة عبد الواحد العواجي، المعروف بلقب «العنيزي»، ويعد بدوره من أبرز خصوم حزب الاستقلال بمدينة فاس. وكان كل المستشارين الجماعيين بجماعة سيدي حرازم قد قرروا، في الآونة الأخيرة، مغادرة حزب الاستقلال بشكل جماعي، والالتحاق بحزب العدالة والتنمية، ما خلف موجة من الاستياء والغضب في صفوف الاستقلاليين الذين بدؤوا يحسون بأن قلاعهم في العاصمة العلمية تتهاوى، خاصة وأن تجمعات سابقة لحزب الاستقلال شهدت احتجاجات لأنصار غاضبين، طالبوا ب»رحيل» عمدة فاس، ورفعوا شعارات مؤيدة لحزب العدالة والتنمية.