سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحموشي يعفي رئيس منطقة أمنية بفاس بتهمة «التقاعس» في محاربة الجريمة شهادات صادمة لضحايا أصيبوا بعاهات مستديمة تقف وراء تحريات أمنية انتهت باتخاذ القرار
عصفت مقاهي القمار غير المرخصة والأسلحة البيضاء التي يصول ويجول بها أصحاب سوابق قضائية في الأحياء الشعبية، ويمارسون بها اعتداءاتهم على المواطنين، بمسؤول بولاية أمن فاس برتبة عميد شرطة ممتاز يشغل منصب رئيس المنطقة الأمنية الثالثة بالمدينة. وقالت مصادر ل»المساء» إن الإدارة العامة للأمن الوطني قررت إلحاق هذا المسؤول الأمني ب»كراج» الإدارة بالرباط، في انتظار استكمال التحقيقات في قضايا لها علاقة بملابسات «تقاعس» بعض رجال الأمن في منطقة «بندباب» في محاربة الجريمة، وعدم إلقاء القبض على متهمين بارتكاب اعتداءات بشعة على مواطنين، و»غض الطرف» عن مقاهي قمار غير مرخصة أثارت الكثير من الضجة في المدينة، واتهام رجال أمن بالتورط في نسج علاقات «مشبوهة» مع أصحابها، بحسب اتهامات وردت على لسان الأمين العام لحزب الاستقلال، عمدة المدينة، في أكثر من تجمع خطابي عقده بالمدينة. وبدأ هذا المسؤول الأمني مساره المهني في مصلحة الشرطة القضائية بفاس، قبل أن يشغل رئيس فرقة محاربة العصابات. وحصل في جامعة فاس على دكتوراه في القانون الخاص. وشغل بعد ذلك منصب رئيس المنطقة الإقليمية للأمن بصفرو. ساعات بعد قرار إعفاء هذا المسؤول الأمني من قبل المدير العام للأمن الوطني، تحركت عناصر أمن لمداهمة منزل شخص معروف في المنطقة بلقب «القرد»، لاعتقاله، حيث أشارت المصادر إلى أن رجال الشرطة وجدوا صعوبة في الوصول إليه، بالنظر إلى كونه لوح بأسلحته البيضاء، وهدد بمقاومة الأمنيين. وكانت منطقة «بندباب» بفاس، ذات الكثافة السكانية الكبيرة، قد شهدت، في أواخر شهر رمضان، مواجهات عنيفة بين أصحاب مقاهي، استعملت فيها الأسلحة البيضاء، والرشق بالأحجار، ما خلف إصابات في الطرفين، وحالة من الرعب غذت ضعف التغطية الأمنية في هذا الحي الشعبي الذي يعيش، بين الفينة والأخرى، «انفلاتات» لأصحاب سوابق ينفذون اعتداءات همجية ضد مواطنين بغرض ارتكاب أعمال السرقة والنشل. وكان مواطنون قد قدموا شهادات مثيرة في أشرطة فيديو حول مجرمين يحملون ألقابا غريبة من قبيل «القرد» و»مجينينة» و»المشاكل»، يصولون ويجولون في هذه المنطقة، دون حسيب ولا رقيب، وأظهرت الأشرطة إصابات بليغة في صفوفهم، دون أن يتحرك المسؤولون الأمنيون لاعتقال المتهمين وفتح تحقيق في شأن هذه الملفات، في وقت يؤكد فيه هؤلاء الضحايا أنهم رفعوا أكثر من مرة شكايات إلى المسؤولين، دون جدوى. ولم تتردد بعض الشهادات في اتهام عناصر الأمن في هذه المنطقة بنسج علاقات مشبوهة مع هؤلاء المعتدين الذين بلغت بهم الجرأة، بحسب بعض المواطنين، إلى استعمال عصي كهربائية وأسلحة بيضاء وغاز مسيل للدموع في تنفيذ الاعتداءات وإلحاق عاهات مستديمة بالضحايا، وزرع الرعب وسط السكان، حد أن بعض الضحايا تخلى عن منزله في هذا الحي، وترويج المخدرات بمختلف أنواعها.