أعادت ولاية أمن تطوان، مساء يوم أول أمس، تمثيل وقائع جريمة القتل البشعة، التي ارتكبها شخص في حق صديقة قبل أن يرميه في بئر يتواجد داخل الورشة الميكانيكية التي كان يكتريها. ووفق اعترافات المتهم فإن صديقه قام بفضح ميولاته الجنسية الشاذة بين معارفه ، مما أثار حنقه، حيث دخلا بعدها في ملاسنات بسبب ذلك خلال السنة الماضية، قبل أن يتطور الأمر إلى اشتباك بين الطرفين، انتهى إلى قتل الهالك، قبل تقييده بكتلة إسمنتية ورميه بالبئر. وأصيب المتهم بارتكابه جريمة القتل بانهيار قبل أن يستعيد أنفاسه، كما فاجأ رجال الأمن خلال إعادة الجريمة بضحكه وابتساماته الغريبة، وهو مصفد اليدين، يعيد تمثيل وقائع جريمة القتل. وكانت مصادر أمنية قد أعلنت قبل ثلاثة أيام عن اعتقالها للمتهم بالإجهاز على صديقه ورميه في بئر مهجور بتطوان، قبل سنة ونصف. وهي الجثة التي تم العثور على رفاتها الأسبوع الماضي، صدفة داخل بئر يتواجد بورشة لإصلاح هياكل السيارات، فيما تمت العثور بعد اعتقال الجاني على رأس الجثة. وأفادت مصادرنا أن محققي ولاية أمن تطوان، توصلوا إلى تحديد هوية الجاني، الذي لم يكن سوى صديق للضحية. ووفق المصادر ذاتها فإن الجاني البالغ من العمر 35 سنة، والمسمى، (ه. أ)، كان هو المسير السابق لورشة إصلاح هياكل السيارات والميكانيك،الكائنة بمنطقة تسمى «غرسة الادريسي»، بجوار المحطة الطريقة، قبل أن يغادرها في اتجاه مدينة خنيفرة. وتم اعتقال الجاني بجماعة أجلموس، بإقليم خنيفرة، بعد تحريات أمنية معمقة انطلقت فور العثور على رفات جثة الضحية، حيث اعترف الجاني، باقترافه لجريمة القتل قبل أكثر من سنة ونصف، مشيرا إلى علاقة صداقة مشبوهة كانت تربطه بالجاني، وتتعلق بالشذوذ الجنسي، وهي الجريمة التي أعيد تمثيل وقائعها التي كشفت فظاعة الجريمة، وفصل رأس الضحية عن جسده، قبل رميه في البئر. وكان أحد الأشخاص قد عثر، قبل أسبوع، على رفات آدمية ببئر مهجور منذ سنوات داخل ورشة ميكانيكية لإصلاح هياكل السيارات. ووفق مصدر أمني فإن شخصا تم تكليفه من طرف صاحب الورشة الميكانيكية بكنس وتنظيف البئر، الكائن بحي مجاز، قرب المحطة الطريقة، تفاجأ بالعديد من العظام، تبين له أنها بشرية، حيث سارع لإشعار صاحب الورشة، الذي بدوره قام بإخبار السلطات الأمنية. وحضرت هذه الأخيرة لمعاينة الأمر، كما قامت عناصر من الوقاية المدنية، بمسح قاع البئر، البالغ عمقه عشرة أمتار، مجهزين بمعدات الغوص المحملة بزجاجات الأوكسجين، إذ عثروا على بقايا رفات جثة بلباس متعفن فقد لونه لتقادمه بفعل المياه، وهي موثقة بحبال وأجسام ثقيلة منعتها من أن تطفو على سطح ماء البئر. وتطلبت عملية انتشال واستخراج العظام الآدمية، أكثر من أربع ساعات، بعضها كان عبارة عن قفص صدري، وأخرى يرجح أنها للأطراف العلوية والسفلية للجثة، فيما لم يتم العثور حينها على الجمجمة, رغم إعادة محاولات الكنس والبحث في قاع البئر من طرف عناصر الوقاية المدنية. وتم نقل رفات الجثة حينها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي سانية الرمل، قبل نقله إلى المختبر العلمي للشريح الطبي بالعاصمة الرباط، في مسعى من السلطات الأمنية إخضاعها للخبرة الجنائية، ومحاولة تحليل حمضها النووي لمعرفة هوية صاحبها، وتقدير تاريخ وفاته. ووفق نفس المصدر فإن الورشة الميكانيكية، تعود لشخص من مدينة طنجة، اكتراها لآخر من أجل استعمالها كورش لإصلاح هياكل السيارات، كما أنها يقول المتحدث، تعرضت قبل حوالي أربع سنوات، لحريق لم تعرف أسبابه. وأصدر الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بتطوان بعد العثور على الأطراف البشرية تعليماته بفتح تحقيق في الأمر، لمعرفة ملابسات وجود الرفات البشرية بالبئر، وفك لغز الحادث الذي لم يستبعد حينها أن يعود لجريمة قتل والتخلص من الجثة برميها بها في البئر بهدف إخفاء معالم الجريمة، وهو ما تم التأكد منه 7 أيام بعد ذلك.