استنكرت قبائل الشرفاء الركيبات تصريحات أدلى بها أحد المسؤولين في الصحراء تتضمن اتهامات لقيادات صحراوية بخيانة قضية الصحراء وموالاة الاحتلال الفرنسي والإسباني. وأعربت قبائل الركيبات عن غضبها على المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير مصطفى الكثيري، كونه قام بتوقيع كتاب صادر عن المندوبية، مؤخرا، يتضمن تلك التصريحات، التي أدلى بها لارباس ماء العينين، رئيس المجلس العلمي المحلي بالعيون، واتهم فيها الكولونيل ماجور الحبيب حبوها، أحد زعماء قبيلة الركيبات، بالخيانة والاستفادة من قضية الصحراء، إلى جانب صحراويين آخرين. وقالت قبائل الشرفاء الركيبات في بيان استنكاري توصلت «المساء» بنسخة منه إنها تستنكر بشدة «مثل هذه الافتراءات والادعاءات المغرضة في حق مجاهدينا ورموزنا الوطنية ونستغرب أيما استغراب كون هذا الكتاب قد صدر تحت وصاية وتقديم ونشر مؤسسة وطنية يفترض فيها تكريم الشهداء والمجاهدين المخلصين للوطن والعرش العلوي المجيد». واتهم لارباس ماء العينين، في شهادته لمؤلف كتاب»المقاومة الصحراوية والعمل الوطني(مقابلات ووثائق)» الذي أصدرته مندوبية المقاومة، كلا من الحبيب حبوها وخطري ولد سعيد الجماني ومحمد خر بتزعم تمرد «تريفز»داخل جيش التحرير المغربي في الجنوب لحساب الاستعمار، وقال: «إن ما أقدم عليه يومها كل من محمد خر وحبوها وخطري هو خيانة، لكن حاليا هم المستفيدون، أما فيما يخص المساعدة التي قدموها لجيش التحرير فمكره أخاك لا بطل». وأثار هذا الكلام قلق الشرفاء الركيبات الذين اعتبروا تلك التصريحات طعنا في رموزهم، وقال نجل حبوها، علي حبوها، في تصريحات ل«المساء»، إن المندوب السامي للمقاومة كان عليه أن يقرأ الكتاب أولا ويتأكد مما ورد فيه قبل أن يكتب مقدمته التي أشاد به فيها، مضيفا بأن المقاومة في الصحراء إرث وطني ولا يحق للكثيري أن يتعامل معه باللامبالاة، وقال إن المقدمة التي كتبها هذا الأخير تعتبر«شيكا على بياض»لجميع ما ورد فيه. وأكد حبوها أن ما يعرف بقضية «تريفز» ما تزال تعتبر واحدة من الممنوعات التي لا يتحدث فيها أعضاء المقاومة في الصحراء، داعيا إلى ضرورة إماطة اللثام عن تلك المرحلة وكشف الحقائق أمام الرأي العام الوطني. وكشف بأن الأمر كان يتعلق باحتجاجات قام بها عدد من المقاومين في جيش التحرير، بسبب الانحرافات التي سقط فيها وتصفية الحسابات القبلية والسياسية، مما دفع والده إلى مغادرة الصحراء إلى تيندوف وخطري ولد سعيد الجماني إلى موريتانيا، قبل أن يلتحقا إثر ذلك بإسبانيا، ليعود الأول إلى المغرب في بداية الستينات والثاني في السبعينات من القرن الماضي، بعدما وجه إليهما الملك الحسن الثاني رسائل بهذا الخصوص. وقال حبوها إن والده، الذي كان في الجيش الفرنسي مع كثيرين غيره في منطقة آسا، غادره في الخمسينات ليؤسس جيش التحرير، وقاد عدة عمليات عسكرية ضد الاحتلال، ثم شارك في معركة امغالا مع الجزائر التي أصيب فيها ثلاث مرات، وطالب بكشف ما حصل في المرحلة ما بين 1956 و1975 في الصحراء، مضيفا بأن موضوع الصحراء لا يرتبط فقط بما بعد 1975 بل هناك أمور كثيرة ومهمة حصلت في الخمسينيات.