قالت عائلات صحراوية متضررة مما تضمنه كتاب "المقاومة الصحراوية والعمل الوطني مقابلات ووثائق"، إنها "لن يهدأ لها بال، ما لم يجر رد الاعتبار لمن لحق تاريخهم، كأقطاب صحراوية وطنية، انتهاك وقذف وسب".وأعلنت عائلات الجماني، والحبيب حبوه، ومحمد الخر، والليلي، في ندوة صحفية بالرباط، أول أمس الخميس، عن شجبها للشهادات، التي قدمها المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير، مصطفى الكثيري، بعدما تقرر إدخاله كطرف مشتكى به في شكاية في الموضوع، وجهت للجهات المختصة. واتهم القطب الصحراوي، البشر الدخيل، من "كانوا وراء هذا الكتاب بالسعي إلى زرع الفتنة، والتشكيك في ولاء ونضال الشخصيات المطعون في تاريخها الوطني، كذبا وبهتانا"، معتبرا أن "ترويج تلك الأفكار المسمومة، في هذه الظرفية، لا يخدم القضية الوطنية". وأكد عبد الحي حبوه، نجل الكولونيل الصحراوي، لحبيب حبوه، أن "لكثيري أضحى شخصا غير مرغوب فيه في منطقة الصحراء، بعدما خان حفظ تاريخ المقاومة، وتلاعب بالذاكرة، ومرر رسائل خطيرة ودنيئة، تهدد تماسك قبائل الصحراء والجبهة الداخلية". وزاد حبوه قائلا إن "لكثيري ناقض، بعمله هذا، تزكية الملوك الثلاثة لرجالات الصحراء المطعون في تاريخهم افتراء، ومرر هذه الشهادة لتلويث عقول شبابنا بالصحراء والمغرب"، وهي شهادات وردت في تقديم الكتاب المذكور، بقلم المندوب السامي، تشيد بما جاء في الكتاب، وتعتبره تعزيزا للخزانة المغربية حول التاريخ والمقاومة الوطنية. ودعا أحمد الخر، نجل محمد الخر، الجهات المسؤولة إلى عدم التهاون في اتخاذ ما تراه ملائما بحق من وصفهم ب "مزوري التاريخ"، معتبرا أن "عدم تنبيه لارباس ولكثيري للخطأ، قد يؤدي بالعديد من الصحراويين إلى اتخاذ قرارات غير محمودة". وقال الخر "انتظرنا، ولم نتسرع في الإقدام على أي خطوة، بعدما راسلنا عمال صاحب الجلالة في الموضوع، والدوائر المخول لها التدخل في هذه القضية الخطيرة". وطالب إبراهيم الجماني، نجل خطري الجماني، الجميع ب"تقدير أبطال التاريخ"، متمنيا التعجيل بإنصافهم، مؤكدا أن احترام أي حضارة وتاريخ يعني قوة تلك الحضارة، وصفاء تاريخها من الشوائب والمغالطات، خاصة في القضايا الحساسة منه. وكان ورد على لسان المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في "الكتاب- الزوبعة"، أن الكتاب "فهم للمسار التاريخي، الذي جسد دوما ارتباط الصحراء بالوطن الأم"، وفق بيان للمتضررين، الذي أضاف "في حين، أن ما حاول الكاتب إثباته من خلال شهادة لارباس ماء العينين، على وجه الخصوص، باعتباره أحد أعيان المنطقة، إنما يؤكد، في حال ثبوته، خيانة وتواطؤ أكبر عائلات الصحراء مع المستعمر، وأن فكرة الانفصال تعود إلى 1951، أي قبل الاستقلال". وتساءل أصحاب البيان: فهل هذا ما يحاول الكثيري إثباته؟.