في تطور جديد للتحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية بميناء طنجة المتوسط، بخصوص عملية تهريب شحنة ضخمة من المخدرات عبر الميناء المذكور إلى ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني، تم توقيف موظفين يعملان بجمارك الميناء بعد الاستماع إليهما في إطار التحقيقات الجارية. وأوضحت معطيات حصلت عليها «المساء» أن توقيف الجمركيين جاء بعد التحقيقات التي باشرها المحققون، من خلال الرجوع إلى تسجيلات كاميرات المراقبة، التي وثقت عملية عبور الشاحنة التي كانت تحمل كمية المخدرات من الميناء المذكور في اتجاه ميناء الجزيرة الخضراء. وأكدت المعطيات ذاتها أن الجمركيين اللذين كانا بالنقطة الحدودية لم يقوما بتفتيش الشاحنة، التي كانت تحمل المخدرات وقصرا في أداء واجبهما المهني، ما أدى إلى مرور شحنة المخدرات الضخمة التي تم حجزها بميناء الجزيرة الخضراء الإسباني. موضحة أن التحقيقات شملت كذلك مسؤولين بميناء طنجة المتوسط من أجل معرفة كيفية عمل الميناء ودور كل جهاز من الأجهزة التي تعمل به وحدود اختصاصاته ومدى تقصيره في عملية مرور شحنة المخدرات التي خلقت جدلا واسعا داخل إسبانيا. وذكرت المعطيات ذاتها أن عمليات التحقيق في كيفية مرور شحنة المخدرات لا زالت مستمرة تحت إشراف النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بطنجة. وأشارت المعطيات ذاتها إلى أن حجز كمية المخدرات الضخمة بميناء الجزيرة الخضراء شكلت إحراجا حقيقيا للسلطات المغربية، التي تشن منذ مدة حملات مكثفة على التهريب الدولي للمخدرات نحو أوربا، موضحة أن تشديد الإجراءات والمراقبة في مواجهة عمليات التهريب عبر البحر دفع المهربين إلى اللجوء إلى طرق أخرى من بينها التهريب عبر المعابر الحدودية وخاصة ميناء طنجة المتوسط، الذي يعرف حركة تجارية مكثفة تعقد عمليات مراقبة جميع الحاويات والشاحنات المتجهة إلى أوربا. يذكر أن عناصر من الحرس المدني الإسباني مرفوقة بمصلحة الضرائب تمكنتا، يوم الجمعة 26 يونيو الماضي، من حجز ما مجموعه 47 طنا و890 كيلوغراما من الشيرا، كانت محملة على متن شاحنتين قادمتين من ميناء طنجة المتوسط تحاولان إدخال حمولتهما الضخمة من المخدرات إلى إسبانيا عبر ميناء الجزيرة الخضراء.