كانت بركة "العواشر" حاضرة حين عبرت أطنان المخدرات ميناء طنجة المتوسط، ليلة العاشر من رمضان، قبل أن تختفي "البركة" بمحطة المراقبة بميناء الجزيرة الخضراء، بعدما أحبط الحرس المدني الإسباني تهريب أكبر كمية من الحشيش المغربي في أول عملية له من هذا الحجم قام بحجزها دفعة واحدة. مصادر من ميناء الجزيرة الخضراء كشفت عن ضبط شحنة كبيرة من مخدر الشيرا، تقدر بحوالي 45 طنا، خلال إخضاع مقطورتين لشاحنتين للتفتيش قادمتين من ميناء طنجة المتوسط، ولم يتم الإعلان إلى حدود صباح أمس بشكل رسمي عن تفاصيل هذه العملية من قبل السلطات الإسبانية، حيث يتواصل البحث لتوفير كافة المعطيات التي من شأنها إفادة التحقيق الجاري بتنسيق بين مصالح الأمن الإسبانية والمغربية. انتشار خبر عبور هذه الكمية الضخمة من المخدرات أمام أنظار أجهزة المراقبة المغربية، أثار حالة "استنفار" بميناء طنجة المتوسط، بعدما تمكنت الشاحنتين من تجاوز نقط التفتيش بالميناء دون أن يتم اكتشاف ما كانت تخفيه حمولتيهما، حين تبين بأن الشحنة المنقولة كانت تضم المخدرات فقط، وخضعتا لإجراءات العبور قبل أن تبحرا في اتجاه الجزيرة الخضراء. الأبحاث الأولية تشير إلى أن شاحنة النقل الدولي المرقمة بالمغرب، كانت قد حلت بميناء طنجة يوم 24 يونيو الجاري، وظلت تتنقل بين محطتي التصدير والاستيراد، قبل أن تصل إلى محطة الإبحار وتغادر ميناء طنجة المتوسط في اليوم الثالث، والشيء نفسه بالنسبة للشاحنة الأخرى. المهربون الذين يقفون وراء هذه العملية، كانوا ينتظرون موعدا محددا لعبور شحنة المخدرات، بعدما كان يبدو لهم أن جميع الاحتياطات التي اتخذوها لنجاح هذه المحاولة ستضمن مرور الشحنة بمحطتي المراقبة بميناءي طنجة والجزيرة الخضراء، قبل أن تفشل المهمة عند الطرف الإسباني لأسباب قد يكشف عنها البحث حول ما إذا كان هناك اتفاق بين المهربين مع المراقبين المعنيين بالحدود. هذه العملية أعادت الحديث عن ظروف ونشاط العبور بميناء طنجة المتوسط، بالرغم من كثرة الإجراءات الأمنية والجمركية المتخذة، والتدابير المعتمدة من الوكالة المكلفة بتدبير شؤون الميناء، في الوقت الذي اعتبر فيه البعض إحباط هذه الكمية الكبيرة أمرا "عاديا"، بعدما سبق أن عبرت الميناء نفسه شحنات أخرى مهمة، كان أكبرها في شهر ماي لسنة 2013، حين تم حجز الحرس المدني الإسباني حوالي 32 طنا من المخدرات بالجزيرة الخضراء قادمة من طنجة المتوسط، كما سبق أن تم فتح أكثر من تحقيق للكشف عن كيفية عبور هذه الكميات الضخمة من الميناء والجهات المتورطة في تنفيذ هذه العمليات، التي غالبا ما يتم الاكتفاء بإحالة الموقوفين من السائقين على القضاء لمواجهة تهم التهريب الدولي للمخدرات.